المجلس الأعلى للإدارة الأهلية بالسودان.. الاجتماع الطارئ للمجلس بالقاهرة رقم (1) لسنة ٢٠٢٤م
البيان الختامي
قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون صدق الله العظيم (۸) المائدة)
انعقد بتاريخ ٩ / ٣ / ۲۰٢٤ م بجمهورية مصر العربية الاجتماع الطارئ للمجلس الأعلى للإدارة الأهلية بالسودان امتثالاً للآية الكريمة أعلاه وتحقيقاً لمضامينها بالحكمة والرشد ولتدارك ما آلت إليه بلادنا من فتنن وحرب وهلاك الأنفس والثمرات وتأكيداً للدور الطليعي والتاريخي للإدارة الأهلية في مثل هذه الظروف تنادى أعضاء المجلس إلى اجتماع طارئ عاجل بدعوة من رئيس المجلس السلطان صدیق آدم عبد الله (ودعه). وقد تفاكر وتناقش الاجتماع حول جدول الأعمال والأجندة وتضمن تنوير عام من الرئيس حول أداء المجلس في الفترة من ديسمبر ۲۰۲۲ م إلى أبريل ۲۰۲۳م ومناقشة الوضع السوداني الراهن ودور الإدارة الأهلية في الحرب والسلم كذلك انتهاكات حقوق الشعب السوداني بسبب الحرب والوضع الإنساني المتردي والمزري للشعب السوداني بالإضافة إلى تدخلات بعض الدول الإقليمية والدولية في الشأن السوداني ورؤية الإدارة الأهلية في التشاور العام لإدارة الدولة وبعد تداول ونقاش مستفيض من الأعضاء خرج الاجتماع بالتوصيات
والقرارات أدناه:
١ – نؤكد على الحفاظ على وحدة السودان أرضا وشعبا ووحدة الإدارة الأهلية بمكوناتها الاجتماعية.
٢ – ننبذ خطاب الكراهية ونرفض استخدام العنف للمطالبة بنيل الحقوق كما نعبر عن عميق الحزن والأسى لما حاق بالشعب السوداني من انتهاكات جسدية ومادية ومعنوية خلال فترة الحرب والتي مازالت
٣- ندعم مؤسسات الدولة الدستورية والمعنية بالمحافظة على وحدة السودان أرضا وشعبا خاصة المؤسسة العسكرية القوات المسلحة الشرطة – المخابرات العامة والمؤسسات العدلية (القضاء والنيابة
٤- نؤمن بإعلاء قيم السلام ونسعى ونلتزم بالعمل على تحقيقه بكل السبل والوسائل وعلى جميع الأصعدة لتعزيز الدور الوطني.
٦- نستنكر وندين الانتهاكات التي تمت للشعب السوداني بواسطة الدعم السريع وميليشياته المتمردة المتمثلة والمجسدة في سرقة الممتلكات والقتل والاغتصاب واحتلال المنازل والمحال التجارية والأعيان المدنية وتدمير البنى التحتية وعلى سبيل المثال لا الحصر (مجازر
الجنينة) ( والانتهاكات في كل مناطق ولايات السودان.
نوصي بالتحقيق والمحاكمة في الانتهاكات الممنهجة لحقوق وكرامة الإنسان السوداني من تطهير عرقي وإبادة جماعية والاستيلاء على المنازل ونهب ممتلكات المواطنين والاغتصاب والدمار الذي أصاب المرافق العامة والأعيان المدنية والبنى التحتية للدولة باعتبارها جرائم تستوجب مساءلة ومحاسبة كل من خطط أو دعم أو اشترك أو نفذ أو ساعد مرتكبيها من داخل وخارج البلاد – إنفاذاً لمبدأ عدم الإفلات من العقاب وفقاً للقانون الوطني والدولي.
نطالب بوقف العدائيات القتالية في السودان مع الشروط الموضوعة والملزمة طبقاً لإعلان المبادئ المتفق عليها بمنبر جدة في شهر مايو ۲۰۲۳ والإيفاء بما تم الاتفاق عليه من وقف الحرب وخروج الدعم السريع من منازل المواطنين ومحالهم التجارية والأعيان المدنية وتطبيق البروتوكول الإنساني وإنزاله لأرض الواقع..
٩- ندعو ونناشد قيادة القوات المسلحة وقيادة الدعم السريع المتمردة الالتزام بما تم التوقيع عليه بمنبر جدة ووقف الحرب والإقبال على السلام.
١٠ – ندعو للاهتمام بالشان الإنساني الملح والعاجل للشعب السوداني عبر استقطاب الغذاء – الدواء – الكساء – الماوي) من الدول الصديقة والمنظمات الحكومية وغير الحكومية وإيجاد السبل والوسائل الممكنة
نرحب بالدور الدولي والاقليمي والعربي والمنظمات الأممية في مساهمتها لدعم السودان في المجال الإنساني ونطلب عدم التدخل في الشأن السوداني إلا بما هو حميد. وهنا لابد من الإشادة بالدور الكبير للشقيقة جمهورية مصر العربية وموقفها الداعم للشعب السوداني وعلي الدول الاخري السير في نهجها.
۱۲ – ندعو دول الجوار والإقليم التي تربطهم مع السودان علاقات تاريخية تقاسم معهم المأكل والمشرب والسكن والتعليم نامل ونطلب أن يكفوا أيديهم وأيدي بعض رعاياهم من الاعتداء علي السودان. ولزاما علينا تكرار الشكر لجمهورية مصر العربية الشقيقة لإيواء ومساعدة السودانين.
ونخص بالشكر شعب ودول اريتريا وقطر والجزائر والسعودية وكل من ساند ووقف مع السودان من الأفارقة والعرب.
وقد ثمن الاجتماع دور الرئيس الراحل ادريس دبي شاكرا لوقفته وحكمته إبان مشكلة السودان في دارفور والشكر للشعب التشادي علي كرم وضيافة أهلنا الآن وفي السابق ونأمل من الأبن السير في درب والده.
۱۳ – نطالب الحكومة السودانية باستخدام كافة الوسائل للحفاظ على سيادة السودان وأراضيها. ونخص التعديات الاثيوبية على منطقة الفشقة السودانية وكذا الحدود مع دولتي ليبيا وتشاد.
١٤ – نوصي الحكومة بحصر السلاح في ايدي القوات النظامية بالدولة مع تأكيد التزامنا بالقيام والمساعدة بجمع السلاح من ايدي المواطنين فور انتهاء الحرب.
١٥ – تفعيل دور الإدارة الأهلية في الدبلوماسية الشعبية لتوطيد العلاقات مع شعوب المنطقة والعالم خدمة للإنسانية.
١٦ – طرح وإطلاق مبادرة عاجلة حول رؤية الإدارة الاهلية في الشأن العام لإدارة الدولة وفقا للمحاور التالية:
أ – الفترة الانتقالية مهامها – مدتها – شروط تكوين حكومتها – الجهات التي تتشكل منها الحكومة الانتقالية).
ب عمل خطة والإعداد لمؤتمر الحوار السوداني السوداني الشامل بالداخل والعدالة الانتقالية.
ج – تحقيق كيفية حكم السودان بعد الفترة الانتقالية عبر التداول السلمي للسلطة عبر الانتخابات تحقيقا لمقاصد وأهداف الحكم الرشيد.
۱۷ – تقرر عقد مؤتمر عام طارئ للإدارة الاهلية بالسودان خلال شهر مايو القادم لمتابعة مخرجات اجتماع القاهرة وإعلان المبادرة بالفقرة السابقة.
۱۸ – تقرر تكوين لجنة للإعداد لمؤتمر الإدارة الاهلية الطارئ ومتابعة مخرجات اجتماع القاهرة.
۱۹ – تشيد الإدارة الأهلية بأبناء السودان في دول المهجر لدعمهم للسودان ونناشدهم بالاستمرار في الدفاع عن السودان وتنوير المجتمع المدني بمبادرة الإدارة الأهلية وتوضيح الحقائق للرأي العام.
٢٠ – ندعو جميع قيادات المجتمع المدني والحزبي وأهل الفكر والثقافة إلى حوار سوداني سوداني شامل جامع لا يستثني أحد.
۲۱ – نوصي بإنشاء صندوق يخصص عائداته المالية لتعويض السودانيين المتضررين بسبب الحرب.
۲۲ – تعبر الإدارة الأهلية عن قلقها من الأوضاع المأساوية للنازحين واللاجئين وتدعو المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية الوقوف بجانبهم، وسوف تقوم الإدارة الأهلية بالمتابعة لأوضاعهم لحين
العودة إلى ديارهم.
٢٣ – الإدارة الأهلية لا تحمل قبائل بعينها وزر الحرب في السودان، بل تدعوها للعمل والمساعدة في إعادة منهوبات المواطنين من بعض ابنائها ومنسوبها وجبر الضرر وفقاً للأعراف والتقاليد.
ويقول الله تعالى (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ ۚ وَمَن تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ) صدق الله العظيم
وختاماً: يشكر المجلس جمهورية مصر العربية الشقيقة للاستضافة وتسهيل قيام الاجتماع وللحكومة السودانية موقفها من أهمية قيام الاجتماع والشكر لرئيس وأعضاء المجلس على تحمل المشاق ووعثاء السفر لإنجاح الاجتماع ونخص بالشكر بعثة السفارة السودانية بالقاهرة وعلى رأسها سعادة السفير الدكتور / محمد عبد الله علي التوم والشكر للضيوف الكرام ممثلة في أمين عام جامعة الدول العربية وممثل الاتحاد الأفريقي والأتحاد الأوروبي والإعلام والطرق الصوفية والقيادات المجتمعية والسياسية والثقافية والشكر أجزله لممثل الحكومة المصرية.
وبالله التوفيق