الدكتورة ساندرا فاروق كدودة تفتتح مؤتمر الإعلان السياسي عن “تحالف الخط الوطني” #تخطي
الدكتورة ساندرا فاروق كدودة تفتتح مؤتمر الإعلان السياسي عن “تحالف الخط الوطني” #تخطي الذي أعلن عنه اليوم وضم مكونات مجتمعية وسياسية ومدنية وفكرية سودانية تحت شعار “تحالف وطني نابض من أجل السودان ناهض”
نص الكلمة الافتتاحية:
بسم الله الرحمن الرحيم
السادة السفراء واعضاء السلك الدبلوماسي
السادة ممثلي المنظمات
السادة الإعلاميين
السادة الضيوف
أخواتي واخوتي أعضاء تخطي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو منكم جميعا أن نقف دقيقة لنترحم على شهداء ثورة ديسمبر العظيمة وشهداء وضحايا الحرب اللعينة ..
ليس الوقت للسرد واجترار ما حدث!
لا يوجد هناك من ليس له تجربة خاصة ومأساة شخصية وقصة مروعة يرويها، ولا مجال هنا للبداية النمطية، ولغة الخطاب التقليدية التي ملَّها المواطن، بالتسلق بالشهداء، بالترحم عليهم وتمني الشفاء للجرحى والعودة للمفقودين.
فالشهداء هم الأكرم منا جميعاً. نحن من يجب ان يتوسل بهم، وهم في عليائهم عند ربهم الذي اصطفاهم، ونرجو أن يتعطَّف علينا ربنا بجاه الشهداء عنده، وأن يشملنا برحمته…
السادة الضيوف بمختلف مقاماتكم السامية
لابد هنا من فذلكة تاريخية قصيرة تمهيداً للقادم.
فعين التاريخ التي ترصد:
تحدثنا أن ثورة 21 أكتوبر 1964 التي أسقطت نظام عبود، حسمتها جبهة الهيئات وكان رئيسها المرحوم الدكتور جعفر كرار، وثورة أبريل 1985 حسمها التجمع النقابي ورئيسه المهندس عوض الكريم محمد أحمد التي أسقطت نظام مايو بقيادة المرحوم جعفر نميري، وفي كل مرة يتم السطو على الثورة من قبل القوى الانتهازية، ويتم استبعاد القوى التي صنعتها، فمن يذكر المرحوم الدكتور جعفر كرار أو المهندس عوض الكريم محمد أحمد، وأين هم الآن يا ترى.
في أكتوبر كان الشعار لا زعامة للقدامى، وفي أبريل كان هناك اقتراح تمثيل القوى الحديثة ب 50% على الأقل في البرلمان بوصفها صانعة الثورة، إلا أن السيد الصادق المهدي رحمه الله، وصف القوى الحديثة وقتها، بالهلامية أو ما شابه وهو ذات الوصف الذي يطلق على القوى الحية والتي هي امتداد طبيعي لجبهة الهيئات والتجمع النقابي، واقترح بديلاً لها دوائر الخريجين التي فازت بأغلبها الجبهة الإسلامية القومية. وفي كل مرة تسيطر الأحزاب ومحترفي السياسة والمرتزقة، والقوى السياسية التقليدية لتنحرف وتهيء المنصة لانقلاب مما أدخل السودان في دائرة شريرة “انحراف سياسي، انقلاب، ثورة شعبية، ثم الانحراف من جديد”
السادة الضيوف
أمَّا عن ثورة ديسمبر العظيمة فالحديث عنها ذو شُجون، وليس من المناسب أن يتم سرد أحداث الثورة وتفاصيلها للذين صنعوها وشهود عيانها بكل فئاتهم، فهم بالطبع الأدرى بها منذ أن كانت جنينا يتخلق في رحم الشعب وتعهَّدوا رعايتها، ودفعوا مهرها دما وعرقاً، مُهَجَاً وانفس، وما دون ذلك من الغوالي والنفائس، ومن ألهبوا جذوتها بالمواكب والهتاف والزغاريد، ومن صاغوا شعاراتها نثراً وشعراً، حتى خلصت إلى ذلكم الشعار العبقري، السهل الممتنع الذي حفظه قادة العالم “حرية، سلام، وعدالة”
ولكن هل كان مصير هذه الثورة العظيمة أفضل من سابقاتها، فقد كان اللصوص لها بالمرصاد، سرعان ما تسللوا إليها وسط نشوة الأنتصار، فغيروا جلودهم بين عشية وضحاها وهي لحظة انتظروها، واستعدوا لها، مؤمنون بالمقولة أن الثورة يصنعها الفدائيون ويستغلها الانتهازيون، فتكالبوا عليها الكل يريد قضمة من الكيكة، فضاعت أهداف الثورة بالأطماع والمحاصصات، وبالتأكيد لن يفيد سرد التفاصيل لشهود العيان، ولا فائدة من ذلك غير ” فقع المرارة”
السادة الضيوف
انتصرت الثورة وكما جرت العادة عف صانعوها عن المغانم، وذهب كل في سبيله على اعتقاد أن مهمته قد انتهت، وزهدوا في المناصب، فتكالب عليها العالة والعاطلون ومقذوفو المنافي، والمرتزقة والعملاء وذوو الولاءات المتعددة والضمائر المطروحة للبيع على قارعة الطريق يلتقطها من السابلة من يدفع أكثر!
وهنا تكفي إشارات سريعة إلى الشراكة الكسيحة مع ما عُرف بقوى الحرية والتغيير، تلك التي أبقت الحكومة مشلولة وعلى مدى عامين من ثلاث سنوات هي عمر الفترة الانتقالية دون أن تنجز مهمة واحدة مما أوكل إليها، ودون أن تتخذ خطوة واحدة في اتجاه التحول الديمقراطي، ومثالاً ليس حصراً قصدت قوى الحرية والتغيير عدم قيام المجلس التشريعي والمحكمة الدستورية وعدد من المفوضيات اهمها مفوضية الانتخابات، ليبقى العسكر في الثكنات والجنجويد ينحل، والأسباب واضحة أن الوصول إلى صندوق الاقتراع يعني نهايتهم، لأنهم كنبات “السلعلع” لا جذور ولا ثمار.
وكانت تلك الفترة هي الأسوأ، تعرض فيها أمن السودان للخطر، وكانت مقدرات السودان السيادية معروضة للبيع على أيدي السماسرة، وثروات السودان من ذهب وعملات ونفائس يتم تهريبها، وغير ذلك كثير، ومعلوم للجميع ،بالفعل كانت تجربة سيئة بل كارثة حقيقية وصلت لانقلاب الخامس والعشرون من اكتوبر ثم حرب الخامس عشر من ابريل …
السادة الضيوف
إن الذي يجري في السودان اليوم هو تمرد بلا سقف أخلاقي، موجه على نحو يستهدف الوطن أولا في مؤسساته ومقدراته وبنيته التحتية، وثانيا يستهدف المواطن، في نفسه وعرضه وماله وأهله، إن ما جرى ويجري لا علاقة له بالحرب المتعارف عليها في العسكرية نهجاً، ولا بين الناس عرفاً، وإنما هي استباحة مجموعات مجرمة أغلبها وافدة عبر الحدود يتم توظيفها لإسقاط الدولة وحافزهم نهب مدخرات وأملاك المواطن وحرمانه من حقه في المعاش والخدمات بل في حقه في الحياه، نهبا وقتلا وبطشا وإذلالا .
السادة الضيوف
اليوم يقع وطننا بين السياسة والوقاحة
ولا يزال هناك من لا يستحي وهم قلة، من الهائمين حول فتات الموائد المطهية بدماء الأبرياء
وأغلب النشطاء كل مؤهلاتهم مفردات بذيئة وجمل ساقطة وسلاطة لسان وخروج عن القيم.
أما مفهوم المعارضة عندهم، فلا يميزون بين النظام والدولة وبين، الفرد والمجتمع، في ظن واهم أنهم يعبرون عن إرادة الشعب، وهم لا يعبرون إلا عن ذواتهم المريضة، مجرد أصوات صدئه خاضعة لإملاءات الخارج.
السادة الضيوف
السكوت عن جرائم الدعم السريع “جريمة”
بالطبع لن يتسع المجال لتعداد جرائم الدعم السريع، وهي معلومة ومرصودة وموثقة،حتى السفارات الأجنبية لم تنج من السرقة والنهب ولكن يبقى ما أورثته من الشعور المودي إلى الانتقام الانتحاري، هو الإحساس بالعجز وارتباك المشاعر، والمثال الحي، من احتلت منازلهم، ونهبت ممتلكاتهم أمام أعينهم، والانتقام هنا سوف لن ينجو منه حتى الأبرياء، وهذا سيورث الثأرات لعقود وربما لقرون. والشعور الأسواً هو إحساس المغتصبات وما عانينه من قهر وقلة حيلة، وهو الألم الذي لا يمكن توصيفه أو قياسه، وأسوأ منه إحساس شقيقاتنا اللائي اكتشفن أنهن حوامل، ويتخلَّق في أحشاء الواحدة منهن وحش من الجنجويد، لا تعرف أباه، وكل ما يربطها به هي تلك اللحظة الكابوس التي تمنت فيها الموت، ثم سلسلة العذابات بعد ذلك، تلك التي تموت فيها الواحدة في اليوم آلاف المرات، بين الإبقاء والإجهاض، والتناقض والصراع، والحلال والحرام، والأمومة والمجتمع، ومعاناة لا تنتهي لا يشعر بها سواها.
السكوت على جرائم الدعم السريع، سيؤدي دون أدنى شك إلى انفجار الغضب المكبوت، وسيتحول هذا الغبن إلى نار ستحرق الأخضر واليابس، إذ سيلجأ الكل إلى أخذ القانون في يده، والانتقام بالطريقة التي يراها، وهنا ستنزلق البلاد في فوضى ينفرط معها العقد الاجتماعي المكون للدولة، ووقتها سيقال كانت هنا دولة اسمها السودان.
قتل العُزَّل ونهب الممتلكات الخاصة، وتخريب المرافق، واحتلال المدارس والمستشفيات، وبيوت الأهالي وطردهم منها، والاغتصاب للنساء والفتيات القصَّر.
وهناك حملة قوية تقوم بصياغة عريضة اتهام ضد قائد الدعم السريع حميدتي وأخيه غير الشقيق عبد الرحيم، سوف تقدم إلى المدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية وإلى كل المنظمات الحقوقية والإنسانية لإدانة تلك الجرائم، والتضامن مع الضحايا وخاصة ضحايا الاغتصاب.
استعادة شعارات الثورة وأهمها، ثورة المفاهيم:
أنجز الشعب السوداني العظيم ثورة التغيير، وإسقاط الاستبداد، وبقيت ثورة المفاهيم، هو المفهوم الشعبي لحقوق الانسان وهو المحافظة على حق الغير ولا يتعدى أحد على فرصة الآخر.
السادة الحضور
مآلات الصراع بين نتيجتين، إما أن تبقي الدولة قائمة وموجودة بالجغرافيا والشعب
أو أن تتشظَّى ويتبعثر شعبها شذر مذر، وليكتب التاريخ كان هنا وطن اسمه السودان
حيث لا ينفع الأسف و الندم
جيش البلاد لا مساومة عليه:
لقد فتحت قوات الدعم السريع الأبواب واسعة لارتكاب جرائم النهب والقتل العشوائي بإطلاق مجموعات من عتاة القتلة والمجرمين من السجون، وذلك كغطاء لسياسة النهب والسلب وممارسة سياسة الأرض المحروقة، وصحبت تلك الخطوة خطوات أخرى بدأت بالاغتيالات والتصفيات لتنتهي بالفوضى العارمة والقتل العشوائي وأحياناً على الهوية.
السادة الحضور
ختاماً
اليوم نتشرف بحضوركم ونحن ندشن تحالفاً قوامه الشابات والشباب ووقوده الشعب وقد أسميناه
تحالف الخط الوطني (تخطي)
وهنا أدعو أخواتي وأخوتي في تخطي إلى العمل بكل جد ووطنية على ترسيخ الديمقراطية والانتقال للحكم المدني وأن تحكم بلادنا بواسطة مستقلين أكفياء حاضنتهم الشعب السوداني وأن تذهب الأحزاب لصندوق الانتخابات والقوات المسلحة لمهامها المعروفة حماية الأرض والعرض .
إن الواقع الذي نعيشة الآن مؤكد أنه سوف يخلق واقعاً جديداً لمستقبل السودان والتحية للشعب السوداني العظيم شيباً وشباباً .
الشكر والتقدير لكل الحضور السادة السفراء والاعلاميين ورموز مجتمعنا السوداني.
و السلام عليكم