شرطة كسلا تطرد أكثر من 400 طالب جامعي وتتركهم بالعراء
إخلاء طلاب جامعة كسلا: معاناة إنسانية في ظل أزمات الحرب والنزوح
تشهد مدينة كسلا بشرق السودان أزمة إنسانية متفاقمة نتيجة الحرب المستمرة منذ أبريل 2023، التي أدت إلى نزوح عشرات الآلاف، من بينهم طلاب الجامعات. في خطوة أثارت استياءً واسعًا، قامت الشرطة بإخلاء أكثر من 400 طالب من سكنهم المؤقت في مدرسة بحي العمال، ليجدوا أنفسهم بلا مأوى سوى فناء جامعة كسلا، تحت ظروف قاسية مع برودة فصل الشتاء.
جاء قرار الإخلاء بناءً على طلب سكان الحي، الذين طالبوا بإعادة فتح المدرسة لاستئناف الدراسة لأبنائهم. هذه الخطوة جاءت بعد أن فقد الطلاب سكنهم الأصلي، الذي تم تحويله إلى مركز لإيواء النازحين الفارين من مناطق الحرب. رغم وعود لجنة أمن الولاية بتوفير بدائل مؤقتة، مثل استراحة الجامعة، إلا أن ضيق المساحة جعل هذه الحلول غير قابلة للتطبيق، ما أدى إلى تفاقم معاناة الطلاب.
اليوم، يقيم الطلاب في المجمع الطبي داخل الحرم الجامعي، وهو مكان يفتقر إلى البنية التحتية الأساسية للسكن. يعيشون دون وسائل تدفئة أو طعام كافٍ، في ظل ظروف متدهورة دفعتهم إلى مناشدة السلطات والمنظمات الإنسانية لتقديم المساعدة. يشير بعض الطلاب إلى أنهم يعتمدون على أنفسهم لتوفير الحاجات الأساسية، بينما يواجهون تحديات يومية كبيرة تعيق تركيزهم على الدراسة.
إلى جانب طلاب جامعة كسلا، تستضيف الجامعة مئات الطلاب النازحين من جامعات أخرى تعطلت دراستهم بسبب الحرب. هذا الأمر زاد الضغط على الموارد المحدودة للجامعة، التي أصبحت عاجزة عن تلبية احتياجات الطلاب المتزايدة.
من جانبها، أكدت لجنة الإيواء الولائية أن تحويل الداخليات الجامعية إلى مراكز إيواء كان استجابة ضرورية لأزمة النزوح، التي تشمل أكثر من 35,000 شخص في كسلا وحدها. يعيش النازحون في مراكز غير مجهزة تفتقر للمياه النظيفة والصرف الصحي، ما أدى إلى تفشي الأمراض مثل الكوليرا وحمى الضنك.
في ظل هذه الأوضاع، يُعد إيجاد حلول مستدامة أمرًا ضروريًا. تنسيق الجهود بين الجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية بات حاجة ملحة لتوفير مأوى آمن للطلاب والنازحين، وضمان استئناف العملية التعليمية بطريقة تحفظ كرامة الجميع. الضغوط المتزايدة على مدينة كسلا، التي كانت تعاني أصلًا من أزمات المياه والبنية التحتية قبل الحرب، تتطلب دعمًا دوليًا عاجلًا.