خبير سوداني يعلق على احتدام المعارك بعدة محاور في البلاد
قال الدكتورعادل عبد الباقي، رئيس منظمات المجتمع المدني السودانية: “مع احتدام المعارك في عدة محاور في البلاد بين الجيش والدعم السريع، سواء في دارفور أو كردفان، إضافة إلى وسط السودان والجزيرة تتفاقم الأزمات الإنسانية بصورة مأساوية، وقد شاهدنا اليومين الماضيين انسحاب قوات الدعم السريع من مدينة (سنجة)، يأتي ذلك بعد إعلان الدعم عن الخطة (B) التي تهدف إلى التوسع نحو المناطق الشمالية والاستراتيجية، في نفس الوقت هى تفرض سيطرتها على ما يقارب 85 بالمئة من معاقل البترول في البلاد، وهذا مؤشر خطير جدا، وقد تتوسع القوات نحو الشمال”.
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”: “أن السودان بالفعل يشهد أوضاع إنسانية مُذرية منذ اندلاع الحرب، وتتطور تلك الأوضاع إلى الأسوأ مع توسع الصراع وانعدام المساعدات وأيضا التجاهل التام من قبل المنظمات الأممية وعدم القدرة على توصيل القليل من المساعدات التي تصل إلى البلاد نتيجة التلاعب بها من قبل بعض الجهات”.
وأشار عبد الباقي إلى أن “عدم التوصل لهدنة إنسانية واحتدام المعارك في عدة مناطق ساهم في تفاقم الوضع الإنساني، لا سيما المناطق المحاصرة في كردفان والجزيرة ودارفور، كما أن هناك تخوف تام من كل العاملين في الحقل الإنساني من الذهاب إلى تلك المناطق، نظرا لعدم وجود أي ضمانات أمنية من طرفي الصراع بحماية أرواحهم، الأمر الذي جعل الوصول إلى المدنيين الذين يعيشون أوضاعا قاسية في مراكز ومعسكرات الإيواء أمرا بالغ الصعوبة”.
أما الدكتور محمد مصطفى، رئيس المركز العربي/الأفريقي لثقافة السلام والديمقراطية في السودان، “يرى أن التحذيرات الدولية من المجاعة والأوضاع الإنسانية في السودان، تنطوي على بعدين أحدهما سياسي يرتكز على مصالح ذاتية والآخر إنسان، فالذين يطلقون التحذيرات إنطلاقٱ من مواقف سياسية هم أنفسهم يؤججون الحرب ويسهمون في المجاعة نفسها، ثم يحذرون من المجاعة لدفع الأطراف لسلام يحقق مصالحهم وفقٱ لتقدير الموقف لديهم”.
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”: “أما الذين ينطلقون من مبادئ إنسانية حتما لديهم حسابات ومعلومات حقيقية عن مستوى الزراعة والإنتاج في الموسم الحالي ويعلمون أن هناك فجوة غذائية كبيرة مع عدم صرف المرتبات للعمال والموظفين لمدة تجاوزت السنة، إضافة إلى الركود الحاصل في سوق العمل”.
وقال مصطفى: “رغم أن الخريف كان مبشرٱ جدٱ هذا العام إلا أنه وبسبب سيولة الأمن لم يزرع أغلب مواطني السودان، وأيضا بسبب النهب والنزوح الذي طال أغلب قطاعات الشعب في المدن المختلفة زادت نسبة السكان بدرجة كبيرة في القرى، دون أي زيادة في الرقعة الزراعية بل تناقصت المساحات الزراعية، وبالتالي قد زاد إعتماد الشعب السوداني على الذرة والقمح، ومع تراجع نسبة الإنتاج وانعدام مصادر الدخل وارتفاع أسعار الذرة في مناطق الإنتاج، كل هذه العوامل تؤشر إلى حدوث مجاعة في كل أقاليم السودان”.