مليون ونصف نازح سوداني يواجهون خطر المجاعة مع شح المساعدات
مخيم زمزم للنازحين بشمال دارفور يتعرض لحصار من قوات الدعم السريع التي ترفض إدخال مساعدات
دارفور- قال المتحدث باسم النازحين في مخيم زمزم بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، إن الأوضاع الإنسانية في المخيم آخذة بالتدهور، بسبب ندرة الغذاء والدواء بشكل كبير، وطالب الجهات الدولية بسرعة التدخل عبر تنفيذ عمليات إسقاط جوي للطعام، لإنقاذ أكثر من مليون شخص يواجهون خطر الموت جوعا.
وتأتي تصريحات المتحدث بعد يومين من إعلان برنامج الغذاء العالمي وصول قوافل مساعدات إلى المخيم المكتظ، لأول مرة منذ أغسطس/آب الماضي.
وأدى القتال الدائر حول الفاشر، وتضرر الطرق التي أصبحت غير صالحة بسبب موسم الأمطار من يونيو/حزيران إلى سبتمبر/أيلول، إلى قطع وسائل نقل المساعدات الغذائية الواردة لعدة أشهر.
وضع إنساني صعب
قال المتحدث باسم معسكر زمزم محمد خميس دودة للجزيرة نت إن “الأوضاع الإنسانية في معسكر زمزم تفاقمت بشكل كبير خلال الأيام الماضية، لاستمرار الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع، ومنعها دخول المواد الغذائية والدوائية”.
وكشف عن وجود نحو 47 مركز إيواء تضم النازحين القادمين من مدينة الفاشر وقرى غرب المدينة، يعيشون فيها أوضاعا إنسانية بالغة التعقيد لانعدام المعونات الغذائية.
كما أشار إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر أقامت مطابخ تقدم وجبتين خلال اليوم في 8 مراكز إيواء، ومع ذلك أكد المتحدث أن “غالبية النازحين يواجهون خطر المجاعة”.
وأفاد المتحدث ذاته أن نحو مليون و500 ألف نازح هم في حاجة ماسة لتدخل عاجل من المنظمات الدولية والحكومة المركزية، واقترح إجراء عمليات إسقاط جوي للغذاء والدواء.
واتهم المتحدث قوات الدعم السريع بتشديد الحصار على معسكر زمزم، ومصادرة كل البضائع الداخلة للمعسكر، وكشف عن ارتفاع رطل السكر لنحو 2500 جنيه مع ندرته، في حين أشار إلى أن كيلو اللحم يتراوح ما بين 7-8 آلاف جنيه (3 دولارات تقريبا)، إضافة إلى وجود أزمة حادة في السيولة النقدية، وهو ما أسهم في مفاقمة الأوضاع الإنسانية.
وبشأن قافلة برنامج الغذاء العالمي، قال المتحدث إنهم تلقوا إشعارا من منظمة أطباء بلا حدود بأن المنظمة بصدد إرسال ألف طن من المساعدات إلى المعسكر، لكن شاحنات الغذاء التي وصلت كانت تحمل فقط بسكويت تغذية للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.
الأمن الغذائي
وفي مطلع أغسطس/آب الماضي، أفاد التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي -وهي مبادرة تضم عددا من الشركاء منها وكالات الأمم المتحدة– بتفشي المجاعة في مخيم زمزم الذي يؤوي قرابة نصف مليون نازح.
وقال برنامج الغذاء العالمي -في بيان صحفي صدر السبت الماضي- إن أكثر من 700 شاحنة مساعدات غذائية توجهت إلى المجتمعات المحلية في أنحاء السودان، ويشمل ذلك -وفقا للبيان- 14 موقعا يصنفها البرنامج على أنها “نقاط ساخنة” بسبب شدة انعدام الأمن الغذائي وخطر المجاعة في تلك المناطق.
وتحركت شحنات المساعدات من بورتسودان في شرق البلاد إلى مخيم زمزم بدارفور وإلى مناطق أخرى تعاني الجوع في ولاية جنوب كردفان، في حين تحركت قوافل أخرى من معبر أدري بتشاد إلى مخيم زمزم، ووصلت السبت أول قافلة مساعدات غذائية إلى زمزم، حيث تأكدت المجاعة بالفعل، في حين لا تزال هناك قوافل أخرى في طريقها إلى مناطق أخرى يصعب الوصول إليها.
وفي المجمل، ستحمل الشاحنات حوالي 17 ألفا و500 طن من المساعدات الغذائية، وهو ما يكفي لإطعام 1.5 مليون شخص لمدة شهر واحد.
ومنذ سبتمبر/أيلول، يغطي برنامج المساعدات الغذائية ما متوسطه مليوني شخص شهريا في مختلف أنحاء السودان، الذي بات يضم الآن نصف عدد سكان العالم الذين يواجهون جوعا كارثيا، ضمن المستوى الخامس للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي “آي بي سي 5” (IPC5).
ووفقا للأمم المتحدة، يعاني في السودان ما يقدر بنحو 4.7 ملايين طفل دون سن الخامسة، والنساء الحوامل و/أو المرضعات، من سوء التغذية الحاد.