هل غيرت أفريقيا الوسطى من سياساتها وبدأت بدعم الجيش السوداني بدل الدعم السريع؟
وهل الإمارات بدأت فعلاً بالتململ وتقليص دعمها لحميدتي؟
كشف موقع «أفريكا إنتلجنس» الاستخباراتي، عن اتباع رئيس أفريقيا الوسطى فوستان آرشانج تواديرا، استراتيجية للتقارب مع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، حيث تبتعد بانغي عن قائد الدعـ م السريـ ع محمد حمـ..دان (حميـ..دتي).
وقال الموقع الاستخباراتي: يتبع رئيس أفريقيا الوسطى بهدوء، استراتيجية للتقارب مع الجنرال عبد الفتاح البرهان، وفي المقابل، تريد بانغي اعتقال قادة المُتمرِّدين من جمهورية أفريقيا الوسطى الموجودين في السودان.
وكلف فوستان تواديرا أقرب مستشاريه بتطوير الشراكة مع جهاز المخابرات العامة السوداني، ويعملون معًا على القضايا الثنائية التي ناقشها تواديرا والبرهان في سبتمبر عندما التقيا على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك.
وكان من المقرر وفقًا لأفريكا إنتلجنس، أن يعقد تواديرا والبرهان اجتماعهما في بانغي، لكن البرهان قرّر عدم الذهاب لأسباب أمنية وأخرى متعلقة بجدول ارتباطاته، لكنهما التقيا أخيرًا في الولايات المتحدة، حيث طلب تواديرا تعقُّب واعتقال وتسليم اثنين من قادة المُتمرِّدين في جمهورية أفريقيا الوسطى اللذين يعملان من السودان.
وبحسب تقرير أفريكا إنتلجنس، وافق البرهان أخيرًا على مطالب تواديرا مقابل دعمه ومساعدته في قمع شبكات حميدتي الاقتصادية والأسلحة في جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث استفاد لفترة من الدعم اللوجستي من مجموعة فاغنر الروسية، كما يريد البرهان أيضًا تكثيف جهوده لتأمين حدود السودان، التي تسيطر عليها جزئيًا قوات الدعم السريع.
وكجزءٍ من اتفاقهم غير الرسمي، تُخطِّط بانغي لإرسال وزير الدفاع الأفريقي الوسطى كلود رامو بيرو في المستقبل القريب إلى بورتسودان.
تحالف كيغالي الرئيسي
ويراهن رئيس أفريقيا الوسطى على انتصار البرهان بنهاية المطاف في الحرب، ويأمل في الحصول على دعم من شركائه الغربيين وكذلك من الجزائر، التي تريد حلاً سلميًا للحرب الأهلية السودانية مع إعطاء الأولوية للعلاقات الثنائية مع البرهان.
ووفقًا للموقع الاستخباراتي، يسعى رئيس أفريقيا الوسطى من خلال هذا التحول الدقيق في دبلوماسيته الإقليمية، إلى الاستفادة من التآكل التدريجي لقاعدة دعم حميـ..دتي وتقليل قُـدرته على زعزعة استقرار جمهورية أفريقيا الوسطى.
وقال الموقع: من المفارقات أنّ حميدتي يتمتّع بدعمٍ بدرجات متفاوتة، من اثنين من الشركاء الأمنيين الرئيسيين لتواديرا، مجموعة فاغنر الروسية ورواندا، لكن داعميه الآخرين بدأوا يشعرون بالتعب مثل دولة الإمارات، في الوقت الذي تشتبه فيه السلطات التشادية أنّ بعض الأموال الإماراتية قد تم اختلاسها من قِبل إدريس يوسف بوي، الذي شغل منصب مدير مكتب الرئيس الذي تمت إقالته من منصبه في سبتمبر.
أما رواندا، التي أصبحت الحليف العسكري والاقتصادي والدبلوماسي الأكثر استراتيجيةً لحكومة أفريقيا الوسطى، حذّرت بانغي من تغيير ولاءاتها في السودان.
وقال موقع أفريكا إنتلجنس في تقريره، إنّ الإمارات تُخطِّط لتقليل دعمها المالي لحميدتي، حيث يُشتبه أنّها قدمت له ما لا يقل عن ملياري دولار، سواء من حيث المعدات العسكرية التي يتم نقلها جوّاً من كينيا على وجه الخُصوص، ومن حيث اللوجستيات، خاصةً عبر دولة تشاد المجاورة حيث تدير أبوظبي مطار #أم_جرس الدولي شرق تشاد.
اتفاقٌ استراتيجيٌّ
وبحسب موقع أفريكا، فإن قادة المتمردين في جمهورية أفريقيا الوسطى الموجودين في السودان وترغب بانغي في اعتقالهما هما علي دراس، الرئيس السابق لمجموعة من الجماعات المسلحة المعروفة باسم التحالف الوطني من أجل التغيير (CPC)، والثاني هو قائد آخر سابق لجماعات مليشيا سيليكا الشرطي والوزير السابق نور الدين آدم، الذي صدرت بحقه مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
ووفقاً لتقرير أفريكا إنتلجنس خلال اجتماع تواديرا مع البرهان في مدينة نيويورك، تظاهر الأخير بعدم علمه بأنشطة الرجال المطلوبين، وذكره تواديرا بأنّ زعيمي الحرب كانا يعملان في مناطق الحدود بين البلدين، بما في ذلك في الأراضي التي تُسيطر عليها جزئيًا القوات المسلحة السودانية. وأشار رئيس أفريقيا الوسطى إلى أن دراس كان يعيش في الخرطوم، وأن مدينة أم درمان المجاورة كانت موطنًا لآدم.
وقال الموقع الاستخباراتي، إنّ تواديرا يشك في التزام البرهان بالاتفاق، حيث يدرك جيدًا تقلباته، لكنهما يكافحان لإقامة الثقة المتبادلة وتنسيق تقاربهما الاستراتيجي.
المصدر: «أفريكا إنتلجنس» Africa Intelligence