أخبار محلية

مراقبون: المعارك مستمرة في السودان دون حلول سياسية

ويقول الباحث السوداني في قسم أفريقيا في منظمة “هيومن رايتس ووتش” محمد عثمان إن “كل الدلائل تشير إلى أن الطرفين مستمران في الحلول العسكرية من دون إبداء رغبة جادة في التوصل إلى حلول سياسية أو تخفيف معاناة المدنيين”.

وتقول مديرة البرنامج الأفريقي في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في القاهرة أماني الطويل “العنف يتصاعد لأنه ليس هناك أفق لحل سياسي”، مضيفة أن “الطرفين يسعيان إلى نصر عسكري حاسم”.

 

 

ويرى الأستاذ في كلية الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة محمود زكريا أن “انسداد سبل الحل عبر مسارات التسوية السلمية سواء عبر الأطر الدولية أو الإقليمية المختلفة يفاقم العنف”.

وسبق لطرفي النزاع أن أجريا جولات من المحادثات في مدينة جدة السعودية اتفقوا خلالها على السماح بدخول المساعدات إلى مناطق القتال، لكن من دون الاتفاق على وقف لإطلاق النار.

وقرر الجيش عدم المشاركة في محادثات جرت في سويسرا في أغسطس (آب) برعاية أميركية، كما تعثرت وساطة الاتحاد الأفريقي لوقف النزاع.

ويتشكل الجيش السوداني من متطوعين بعضهم إسلاميون وحركات مسلحة أخرى، فيما تتألف قوات “الدعم السريع” من مسلحين من قبائل يشكلون جزءاً من المجموعات العربية في إقليم دارفور في غرب السودان.

وفي غياب أرقام رسمية ذكرت تقارير محلية أن عديد الجيش يصل إلى نحو 120 ألفاً في مقابل 100 ألف هو عديد قوات “الدعم السريع”، وتعطي القوات الجوية أفضلية نسبية للجيش السوداني.

ولا تتوقع الطويل الخبيرة في الشؤون السودانية “أن يحدث حسم عسكري بوسعه إحداث تغيير في موازين القوة على الأرض”.

 

 

ميدانياً يسيطر الجيش على شمال السودان وجنوبه الشرقي فيما استقرت الحكومة في بورتسودان (شمال شرق)، في المقابل تسيطر قوات “الدعم السريع” على معظم الخرطوم وإقليم دارفور (غرب)، إضافة إلى مساحات واسعة من كردفان (جنوب)، ويتحارب الطرفان على وسط البلاد مع محاولة كل فريق ترسيخ نفوذه.

ومنذ أكتوبر (تشرين الأول) صعدت “الدعم السريع” هجماتها في ولاية الجزيرة، بعد انشقاق أحد قادتها وانضمامه إلى الجيش.

وشهدت الولاية الشهر الماضي مقتل 200 شخص في الأقل، بحسب تعداد لوكالة “فرانس برس” استناداً إلى مصادر طبية وناشطين، ونزوح 135 ألفاً، بحسب الأمم المتحدة.
وأوضح زكريا لوكالة الصحافة الفرنسية أن المعركة المحتدمة حول الجزيرة مردها أن هذه الولاية “تعتبر سلة غذاء السودان وتضم مشروع الجزيرة الزراعي الأكبر في أفريقيا الذي يسهم بنحو 65 في المئة من إنتاج البلاد من القطن”.

كذلك “لها موقع في وسط السودان، مما يجعلها ذات أهمية استراتيجية تؤثر في توازنات التفوق العسكري على الأرض”.

ويتصاعد العنف أيضاً في شمال دارفور، إذ أوردت قوات “الدعم السريع” الجمعة الماضي أن أكثر من 60 مدنياً قتلوا في غارة جوية للجيش على مركز لإيواء النازحين.

ويخضع القسم الأكبر من إقليم دارفور الذي شهد نزاعاً دامياً قبل نحو 20 عاماً، لسيطرة قوات “الدعم السريع” ما عدا أجزاء من ولاية شمال دارفور التي تحاول راهناً السيطرة عليها.

ويرى زكريا أن “ولاية شمال دارفور ضمن المعاقل الرئيسة لـ”الدعم السريع”، وبالتالي السيطرة عليها أمر مهم لتأكيد نفوذ هذه القوات”.

ونشأت قوات “الدعم السريع” أساساً في دارفور تحت اسم “الجنجويد” قبل أن يضفى عليها الطابع الرسمي كقوات شبه نظامية في 2013، وكان دقلو يشغل منصب نائب رئيس مجلس اسليادة الذي يترأسه البرهان، قبل الانشقاق عنه مع بداية الحرب الحالية.

وأطاح الجيش الحكومة المدنية بقيادة عبدالله حمدوك في أكتوبر (تشرين الأول) 2021، بعدها بأشهر اندلعت الحرب مع محاولته إدماج “الدعم السريع” فيه.

وحين اندلعت الحرب كانت قوات “الدعم السريع” تتمركز بالفعل في مواقع حيوية في أرجاء السودان أبرزها مطار الخرطوم ومقر الإذاعة والتلفزيون بالعاصمة أيضاً.

ويقول زكريا “تقليدياً الكفة تميل للجيوش النظامية في مقابل الميليشيات، لكن قوات ’الدعم السريع‘ تتمتع بدعم عسكري دولي وإقليمي بارز”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى