مقالات رأي

خبير اقتصادي يعلق على عزم السودان فك الارتباط بالدولار الأمريكي

قال محمد الناير، الخبير الاقتصادي، الأستاذ بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا في الخرطوم، إن “الحديث من الجانب السوداني حول الانضمام إلى تكتل بريكس الاقتصادي، لا أتوقع أن يدخل في إطار المغازلات السياسية للولايات المتحدة الأمريكية، لأنه لو كان الأمر سياسيا فإنه سوف يكون من المخاطرة الكبيرة التي يمكن أن يقع فيها السودان، نظرا لأن المسألة اقتصادية بحتة ولا تخضع للمغازلة السياسية التي تشكل خطرا على السودان في الظرف الراهن”.

وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”: “أن من حق السودان أن يحدد خططه وبرامجه وتوجهاته بصورة واضحة، نظرا لأهمية هذا التكتل الاقتصادي الناهض (بريكس) على مستوى العالم، ويكفي أنه فقط يجمع من حيث القوة البشرية ما يقارب نصف تعداد الكرة الأرضية أو سكان العالم، ناهيك عن مساهمته في النهج المحلي العالمي أو حجم التبادل التجاري العالمي، علاوة على أن الانضمام لبريكس سوف يعالج الكثير من القضايا والخلل الذي نتج عن استخدام أمريكا والغرب أدوات التحويلات المصرفية وأدوات أخرى في العقوبات الاقتصادية على السودان”.

وتابع الناير: “كان يجب على الغرب وأمريكا إبعاد الأدوات الاقتصادية عن الخلافات السياسية التي كانت في السابق مع السودان، طالما أن تلك العقوبات صادرة عن دولة وليس مؤسسة أممية، لذا أعتقد أن هذا التكتل سوف يخلق نوع من التوازن الاقتصادي في ميزان القوى الاقتصادية العالمية بصورة كبيرة، وسيكون المستقبل له بكل تأكيد”.

قضية اقتصادية
وقال الخبير الاقتصادي: “إن لم تتدارك أمريكا والغرب الوضع الراهن وسياساتها الأحادية وتعمل سريعا على تعديل برامجها وسياستها مع الدول كالمنطقة الأفريقية والعربية وغيرها، ستكون مجموعة (بريكس)هي الأقوى وجودًا في معظم دول المنطقة، سواء كانت العربية أو الأفريقية”.
ولفت الناير إلى أن “خلاصة الأمر أن حديث السودان عن البريكس ليس مغازلة سياسية بقدر ما هو قضية اقتصادية مهمة، سوف يستفيد منها السودان بكل تأكيد، علاوة على أن تكتل (بريكس) سوف يستفيد أيضا من الموارد الطبيعية الضخمة للسودان والتي تعد من أكبر وأقوى دول القارة السمراء ليس من حيث المساحة ولكن من حيث الموارد الطبيعية والوضع الجغرافي”.

أزمة الدولار
واختتم الناير بقوله: “إن عزم السودان عن فك الارتباط بالدولار الأمريكي وتوجهه نحو تنويع سلة العملات ليس وليد اليوم، بل إن الأمر جرى الحديث عنه قبل 10 سنوات وتناولته وسائل الإعلام العالمية باهتمام كبير، حيث كان السودان يخضع وقتها لعقوبات اقتصادية أمريكية، بالإضافة إلى وضعه على قائمة الإرهاب في واشنطن، ورغم الخطوات التي تم اتخاذها تجاه السودان في السنوات الخمس الأخير، إلا أن الوضع لم يتغير كثيرا، لذلك نجد أن التوجهات الحكومية والخبراء والمراقبين يؤيدون رؤية التخلص من الدولار والاتجاه نحو التنوع (سلة العملات)”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى