23 قتيلاً في قصف للدعم السريع على الفاشر بالترافق مع تجدد المعارك البرية
لقي 23 شخصًا على الأقل مصرعهم وأصيب العشرات أمس السبت في قصف لميليشيا الدعم السريع استهدف أحياء مأهولة بالسكان في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.
وعادت الاشتباكات البرية بوتيرة أكثر عنفًا بين القوة المشتركة التابعة للحركات المسلحة وميليشيا الدعم السريع في الجزء الجنوبي من المدينة بعد توقف دام أسابيع.
ومنذ مقتل قائد عمليات الميليشيا في مدينة الفاشر، علي يعقوب، في 14 يونيو الماضي، خفت حدة المعارك البرية بين الجيش وحلفائه من الحركات المسلحة ضد الدعم السريع، لكن الأخيرة لجأت إلى إطلاق القذائف المدفعية واستخدام الطائرات المسيرة في الهجوم على الفاشر.
وخلال الأسبوع المنصرم، قُتل ما يزيد عن 100 شخص وأصيب العشرات جراء القصف العشوائي لقوات الدعم السريع.
وأفادت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر في بيان أن “المعلومات الأولية للضحايا بسبب القصف المتعمد من ميليشيا الجنجويد بلغت 23 قتيلًا ونحو 60 مصاباً.
وفي السياق، قال قائد ميداني في القوة المشتركة إن “دفاعاتهم المتقدمة في سوق السلام وبشارية في جنوب الفاشر قضت على متحرك ضخم لقوات الدعم السريع حشدته من كل مناطق إقليم دارفور في محاولة للتوغل إلى عمق الفاشر”.
وأضاف أن قواتهم كبدت المجموعات المهاجمة خسائر فادحة في الأرواح والآليات الحربية، فضلًا عن أسر عدد من الجنود.
وقال شهود عيان إن قوة كبيرة من ميليشيا الدعم السريع وصلت من مناطق “نيالا، الضعين، زالنجي، كبكابية، سرف عمرة” هاجمت مواقع الجيش والقوة المشتركة والمقاومة الشعبية في الاتجاه الجنوبي منذ الساعات الأولى من صباح السبت، مستخدمة كافة أنواع الأسلحة الثقيلة بما فيها الطائرات المسيرة في معركة استمرت أكثر من سبع ساعات.
وأشار الشهود إلى أن ميليشيا الدعم السريع أطلقت أعدادًا كبيرة من القذائف المدفعية تجاه الأحياء الشمالية والغربية والجنوبية وبالقرب من قيادة الفرقة السادسة مشاة مما تسبب في دمار هائل طال منازل المواطنين، كما دمرت القذائف مركزًا صحيًا في حي “تمباسي” جنوب الفاشر.
وبثت منصات موالية للقوة المشتركة مقاطع فيديو لجنود المشتركة وهم يحتفلون بما قالوا إنه جاء ردًا على الانتصارات التي حققوها.
وتسعى الدعم السريع التي تفرض حصارًا مطبقًا على الفاشر منذ أبريل الماضي، إلى السيطرة على المدينة الوحيدة في إقليم دارفور غير الخاضعة لسيطرتها. وكانت قد أطلقت في مايو الماضي عملية عسكرية واسعة، ولكن دون جدوى في ظل استماتة الجيش وحلفائه من الحركات المسلحة في التصدي لهجمات ميليشيا الدعم السريع ومليشيات القبائل العربية المتحالفة معها.
وأدى الحصار المضروب على الفاشر إلى حدوث ندرة كبيرة في السلع الغذائية والدوائية، وهو ما قاد منظمات دولية إلى إعلان المجاعة في مخيم “زمزم”، أكبر معسكرات الفاشر، وسط مخاوف من أن تطال المجاعة معسكرات أخرى في المنطقة.