خالدة عبد السلام تكتب.. رسالة تعزية ومواساة للقائد البرهان
رسالة تعزية و مواساة للسيد فريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة، القائد العام للقوات المسلحة الموقر ..
خالدة عبد السلام ✍🏻
“لهف قلبي عليكمُ أبا محمد، فإنّ المصاب جلل والحزن عظيم والفراق مؤلم ولكن اصبر واحتسب: (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ) “
بقلوب يتفطرها الحزن وعيون تقطر دما، مؤمنين بقضاء الله وقدره، نرفع أسمى وأحر آيات العزاء وصادق المواساة لكم ولزوجكم المصون المكلومة ولأسرتكم الصابرة المحتسبة في فقدكم الجلل ومصابكم الأليم بفقد ابنكم ( محمّد عبدالفتاح ) رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته وربط على قلوبكم وألهمكم الصبر والسلوان ولا حول ولا قوة إلا بالله إنا لله وإنا إليه راجعون ..
سعادة رئيس مجلس السيادة ..
نزلت هذه الفاجعة عليكم وبلادنا تمر بأعظم ابتلاء وبأكبر وأضخم مؤامرة في التاريخ الحديث، حيث لا شبيه لها إلا عدوان المغول والتتار، لكنّ مصيبتنا وفاجعتنا أسوأ وأمر لأنّ من ناصبونا العدوان والعداء هم من أبناء وطننا وأمتنا وبنو جلدتنا ..
سعادة رئيس مجلس السيادة..
إنّ ما حدث لابنك من حادث غريب، في بلد غريب وتوقيت أغرب، وأنتم تديرون معركة تمثل ( الكرامة ) بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، بكل حنكة وحكمة واقتدار ودون أن يؤثر ذلك سلباً على مجريات المعركة إنّما يدل على مواقفكم الوطنية الصادقة التي غيرت مجرى المعادلة الصعبة والمؤامرة الكبيرة والتي كادت أن تضيع الوطن وأهله، حيث إن كل المؤشرات والوقائع ومقياس المنطق العسكري من عدة وعتاد وجند وإعداد، وتحكم وسيطرة ونفاذ، كانت تغري قادة التمرد أنهم منتصرون، وأن بلادنا موعودة بتغيير ديموغرافي و زلزال مدمر سيحدث في غضون سويعات، ولكنّ فضل الله ورحمته وعنايته بأهل السودان كانت أكبر، وأنّ وجودكم وآخرين من قادة قواتنا المسلحة والقوات النظامية الأخرى واستبسال وثبات وإيمان وقوة حرسكم الوطني التي عاهدت الله بأن لا تسلم هذا الوطن العزيز للأعداء وجهود الوطنيين والفدائيين من أبناء بلادي وقياداتهم كلها أدت إلى إفشال هذا المخطط الكبير والذي أثبتم فيه أن هذه الأرض عصية على أي استهداف مهما كان نوعه وحجمه وإعداده، وأنّ فيها رجالا ونساء وشعبا وجيشا لا يقبلون بالدنية في أمرهم والموت دون أرضهم وعرضهم وملاقاة عدوهم والنيل منه أحب إليهم من زخارف الدنيا وإن عظمت وأنهم جاهزون لحمايته والذود عنه وسينتصرون لا محال ..
سعادة رئيس مجلس السيادة ..
باسمي وباسم حرائر وخنساوات السودان من ذوات الخدور، واللائي أصابهنّ ما أصابهنّ في هذه الحرب من اغتصاب واستعبادٍ وبيعٍ وسبيٍ وقتلٍ وتشريدٍ ونزوحٍ وتهجير وترميل، ثابتاتٍ صابراتٍ محتسبات، موقنات بأنكم ستأخذون ثارهنّ مثنى وثلاث ورباع .. اختفطن وانسجنّ لكم من أحزانهنّ وآلامهنّ وشاح كرامة وعزة وإباء وشرف ووضعنه أمانة في رقابكم ..
أن لا تفريط في ثأرهنّ
أن لا سماح في شرفهنّ
أنّ لا تفاوض على أعراضهنّ
وأنّه وبحرمة دم ( محمّد ) وجميع شهدائنا الكرام الذين لبوا النداء وفدوا الوطن وماتوا دون عرضه وشرفه وأرضه، وغيرهم ممن يخلفونهم من حاملي الرايات عاقدي اللواء، قاهري الأعداء المستعدين للفداء مرات ومرات ..
أن الله الله في شرفنا ولا تفاوض فيه
أن الله الله في عرضنا ولا مجاملة عليه
أن الله الله في أرضنا ولا تنازل عنها
أن الله الله في شهدائنا وألّا تضيع دماؤهم سدى ..
سعادة رئيس مجلس السيادة ..
رحم الله فلذة كبدك وكل فلذات أكباد هذا الوطن الجريح من شهداء بلادي وتقبلهم في عليين مع الأنبياء والشهداء والصديقين والصالحين وأسكنهم الفردوس الأعلى من الجنّة..
ربط الله على قلوبكم أباً وإخوة وأعماماً وأخوالاً وأهلاً وعشيرة وربط على قلوبنا نحن أمهات وأخوات وعمات وخالات ( محمّد ) وإخوته من شهداء بلادي السودان الحبيب، نصر الله جنودنا وثبت أقدامهم ورمى عنهم السهام وهزم منهم الأعداء، وشتت شملهم، من كل متمرد وعميل وخائن وقزم لئيم وغدار ..
وردنا إلى رحابه جميعا ردا جميلا مستطابا ..
لهف قلبي عليكم أبا محمّد فانّ مصابنا جلل وحزننا عظيم ولكنّا صابرين محتسبين : (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ) ..