م.صلاح غريبة يكتب.. متطلبات المرحلة في تنظيم شأن الجالية السودانية بمصر
وودت كتابة رسالة لادعها منضدة رئيس المجلس الأعلى للجالية السودانية بمصر المكلف، الريس أحمد عوض، كما أحب أن أناديه، ولقد علمت بأنه ساعي في تنظيم أمر المجلس، بعد رحيل فقيد الجالية والأب الروحي لها، الحاج الدكتور حسين محمد عثمان حماد فليرحمه الله على حسن نواياه، وروحه الطيبة وتطلعاته لجمع شمل الجالية وتوافقها.
استاذ احمد : حيث أن الوطن يعيش لحظات عصيبة وامتحان حقيقي في أصول المواطنة، و تواجدنا في حضن الوطن من عدمه، وأن مصر الدولة، مشكورة في حسن استقبالها للقادمين الجدد لها بسبب الحرب وتداعياتها، بجانب الجالية التي كانت متواجدة بمصر قبل الحرب، فبات أمر قيادة هيكلية شأن الجالية ضرورة وطنية قومية، أو نعيش نفس مراحل الفشل السابقة والانغماس في الاستمراء واحتضان المقاعد الخاوية، فالان … الوقت هو وقتكم والوقفة هي وقفتكم، واي تخاذل أو الاستمرار في ذات السقوط والتهاوي، يعني أن التاريخ سيحاسب لكم هذا الخذلان وستستمر ذات اسطوانة (صفرية) تواجد المجلس الاعلى للجالية السودانية وسط الجالية مع تعمق وتطور ظروف الجالية وظروف السودان.
اتمنى فتح صفحة جديدة في شأن إدارة الجالية نستعين فيها بشرعية ولوائح المجلس القائم حاليا دون الإخلال بالشرعية في ذلك، ولكن أيضا، ننظر بعين واقعية المفترض للمرحلة الحالية الحرجة والمراحل القادمة، وخاصة أنها مرحلة وطنية تتسارع فيها الأحداث وبروز نهضة حديثة للشباب، وحسبان مزيد من ضياع ازمان ثمينة في شأن إدارة الجالية، ولهذا وددت أن اساهم بتقديم بعض الأفكار والمُقترحات حول كيفية ادارة مُتطلبات المرحلة الحالية والقادمة في تنظيم شأن الجالية السودانية المُقيمة في مصر.
والبداية بدور الجمعيات والمنظمات والدور السودانية بمصر، بمتطلبات واقعية من خلال التعاون والتنسيق؛ فيجب عليكم العمل على توحيد الجهود مع جميع الجمعيات والمنظمات والدور السودانية المُنتشرة في مصر، وذلك لمواصلة تقديم الخدمات للمُجتمع السوداني المتواجد بمصر بشكل أفضل، مع دراسة شرعية هذه الجمعيات والدور من حيث الإشهار ومقراتها، ومن حيث الاهتمام بالآخرين، بالحصر والاهتمام بنشاطات المبادرات وكل التجارب الناجحة المتواجدة حاليا في الساحة وما أكثرها وتحقق الكثير منها النجاح وتعميم الفائدة.
من المهم أن تعمل هذه الجهات على مواصلة تقديم الخدمات المُختلفة لأفراد الجالية، مثل المساعدات القانونية والاجتماعية والنفسية، وتنظيم الفعاليات الثقافية والرياضية والمجتمعية، مع تقديم الدعم اللازم للنازحين من السودان بسبب ظروف الحرب، وذلك من خلال بذل الجهد لتوفير المساعدات الإنسانية والاحتياجات الأساسية، وفق غرف عمليات مدروسة ومراقبة ومتابعة وتحت إدارة القوي الأمين والمخلصين في العمل التطوعي مع اتساع دائرة المشاركة من الجميع وليس حصرها وفق قوانين ولوائح صلبة بالية لا تتوافق وتسارع الأحداث.
من حيث تمثيل الأدوار الثقافية والرياضية والمجتمعية للجالية، فيجب على ادارتكم الحفاظ على الهوية السودانية لكل مواطني بلدكم بمصر، وذلك من خلال تنظيم الفعاليات الثقافية والفنية التي تُبرز تراث السودان وثقافته، بضرورة أن تعمل الجالية على تعزيز التّواصل بين أفرادها، وذلك من خلال تنظيم الندوات والفعاليات الرياضية والمجتمعية، والمشاركة في المجتمع المصري بشكل فعّال وذلك من خلال التّفاعل مع مختلف الأنشطة والمُناسبات، وكذا الشعوب العربية والإسلامية المتعايشة معنا بمصر.
جانب المسؤولية المجتمعية تجاه أفراد الجالية من خلال التّوعية بتُنظيم حملات توعوية حول القضايا المُختلفة التي تهمّ أفرادها، مثل قضايا الهجرة واللجوء ومحاولات الاندماج في المجتمع، مع تقديم الدعم النفسي لأفرادها الذين يعانون من مشكلات نفسية واجتماعية والحاجة للإرشاد الأسري، مع حماية حقوق الجالية برفع كل متطلبات الدفاع عن حقوق أفراد الجالية وحمايتهم من أيّ استغلال أو مُمارسات مُخالفة للقانون والتوعية في ذلك.
المرحلة تتطلب التفكير في اعادة تكوين مكتب للجالية به كل مواصفات القيادة، وليس كما كان يدار سابقا، فيجب أن يتمّ تكوين مكتب للجالية ليضمّ أشخاصًا يتمتعون بصفات القيادة والريادة، وقادرين على تحمل المسؤولية وتحقيق التّعاون بين أفراد الجالية، يضم نسب متعارف عليها من الشباب والتمثيل النسائي، وأن يفتح الفرص لكل من يود أن يقدم واجبا أو مخلصا وفق برنامجا متوافق عليه بالاستعانة بالأسلوب الحديث من مقومات العمل التطوعي في إدارة شؤون الجالية، وذلك لضمان استمرارية العمل وتحقيق أهداف الجالية، وفق خطط استراتيجية لضمان استدامة عمل الجالية وتحقيق أهدافها على المدى الطويل، مع الاستعانة بالشخصيات التي مارست العمل العام من قبل ولأسباب ما كان خيار تواجدهم بمصر، ضرورة وهؤلاء كانوا قادة وقيادة ونفوذا في مناطقهم السابقة، ويمكن الاستعانة بهم وفق سيرتهم الذاتية.
ختاما أُؤمن أنّ تنظيم شؤون الجالية السودانية في مصر مسؤولية الجميع، ويجب على جميع أفراد الجالية أن يُشاركوا في هذا العمل من أجل تحقيق مصلحة الجالية والحفاظ على حقوقها.
مع خالص التقدير،
م.صلاح غريبة
أحد أفراد الجالية السودانية في مصر وقيادي سابق في الجالية السودانية بالسعودية ومصر سابقا.