مقالات رأي

منى أبو زيد تكتب: داعش في الأرجاء..!

“الإيمان يحرك الجبال لكن المعرفة. وحدها هي التي تنقلها إلى المكان الصحيح”.. جوزيف جوبلز..!

في حكاياتنا الشعبية التي ترويها “الحَبُّوبات” على مسامع أحفادهن – برُطانة أهلي الدناقلة – حكاية غنائية طريفة تصف حال فأر “شقي حال” قرر السفر بحراً. وعندما توغل المركب في عرض البحر وصعد الفأر على ظهره فوجيء بوجود ذات القط الذي كان يلاحقه في اليابسة..!

اقترب الفأر بحذر وقدم واجب العزاء في وفاة والدة القط – من باب تطبيع العلاقات – وهو يرفع كفيه في خوف يمتزج بالخشوع “الفاتحة”. لكن القط الجائع رفض قبول العزاء بدعوى أن مُصابَه الجلل يتطلب أن يقوم المُعزون باحتضانه من باب المواساة..!

وعندما أحجم الفأر انقض عليه القط بحجة أنه قد حَثَا عليه التراب في عرض البحر. ومن هذه الحكاية أتى المثل المَحَلِّي الذي يقال عندما يتم افتعال أي سبب لتبرير أي اعتداء..!

أيام حرب العراق عَلَّقَ “قط سياسي أمريكي سمين” على موقف بلاده قائلاً إن قضية أسلحة الدمار الشامل كانت ثانوية بالنسبة لأمريكا مقارنة برغبتها في الإطاحة بصدام حسين “كنا سنغزو العراق حتى ولو كان ما بحوزة صدام هو مجرد رابط مطاطي ومشبك ورق، وكنا سنقول إنه سوف يقوم باستخدامه لكي يفقأ عينك”..!

“دونالد ترامب” نفسه سخر من لعبة الافتعال هذه قائلا “ألم يقل كولن باول إن العراق كان يملك أسلحة دمار شامل وهو لم يكن يملكها ومع ذلك ذهبنا إلى الحرب”..!

كولن باول الذي كان رئيساً للأركان ثم وزيراً للخارجية لا يستحق أن يسخر منه ترامب فحسب بل أن تلاحقه اللعنات لأنه قد أصر على غزو العراق بوازع من أكذوبة حقيرة تسببت في مقتل مئات الآلاف من طرفي تلك الحرب. قبل أن يحيق به الندم “إنها وصمة لأنني أنا من قدم هذا العرض باسم الولايات المتحدة أمام العالم، وهذا سيبقى جزءاًِ من حصيلة عملي”..!

أكذوبة أخرى “على طريقة الكَديس الرطّاني في المركب وعصابة كولن باول أيام غزو العراق” بدأ تنفيذ مخطط نشرها من خلال بعض وسائل الإعلام الموجهة – توجيهاً – لدرجة لَي عنق المنطق وكسر رقبة الوجدان السليم” مفادها وجود قوات تنتمي إلى تنظيم داعش الإرهابي بالسودان ومشاركتها الجيش – إلى جانب المستنفرين – في معاركه ضد مليشيا الدعم السريع..!

تقرير ركيك ومفبرك يحمل أدلة وقرائن تثبت زيفه بين طيات صياغته البائسة، ومقطع فيديو يعود تاريخ تصويره في دولة الصومال إلى سنوات مضت، وصور ومقاطع فيديو أخرى نشرتها بعض الوكالات واستخدمتها ذات وسائل الإعلام الموجهة – توجيهاً – لذات الاتهام ولذات الغرض منه، ضد دولة عربية أخرى قبل بضع سنوات. ثم هاهي اليوم تعيد تدوير ذات النفايات الإعلامية على طريقة دعايات جوزيف جوبلر النازية – العاطفية وغير العقلانية – أيام الحرب العالمية الثانية..!

سوف تنتهي هذه الحرب بانتصار الحق ولسوف تتهاوى كل هذه الحملات الساذجة على نحوٍ دراماتيكي يليق بهزائم الغزاة الذين أطلقوها وبعار أتباعهم الذين حملوا أسفارها كالحمير..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى