مصادر مطلعة تكشف خفايا المخاطبة الأخيرة للفاضل مادبو وكيل ناظر الرزيقات ومساعي الاستنفار الفاشلة
كشفت مصادر مطلعة عن خفايا ومسببات المخاطبة الجماهيرية الأخيرة للفاضل مادبو، وكيل ناظر الرزيقات محمود موسى مادبو، حيث جمع الفاضل عدداً من القيادات الأهلية في بوابة الجلابي بالمدخل الشرقي لمدينة الصعبة يوم الاثنين الماضي، سعياً منه إلى إقناعهم باستنفار أبنائهم للانضمام إلى ميليشيا الدعم السريع المتمردة والتحرك من مدينة الضعين للقتال ضد الجيش في الخرطوم، بتكليف من عبد الرحيم دقلو الذي نجح في شراء ذمة الفاضل مادبو بمبالغ طائلة لتنفيذ الاستنفار، لكن الفاضل مادبو استولى على غالبية تلك المبالغ ووظفها لمصلحته الشخصية وحاول أن يغطي على فعلته بالحشد الأخير لإقناع عبد الرحيم دقلو وقادة الدعم السريع بأنه مجتهد في تنفيذ مهمته التي باءت بالفشل الذريع، حيث تم الاتفاق على حشد المقاتلين وتفويجهم بعربات قتالية تم إحضارها إلى الضعين قبل يومين ولكنها عادت من حيث أتت خاوية على عروشها بسبب امتناع شباب الرزيقات عن الاستجابة للاستنفار، الذي شاركت فيه قيادات من حزب الأمة القومي بولاية شرق دارفور بالإضافة إلى يحيى إسماعيل، مسؤول الاستنفار في قبيلة الرزيقات، علاوة على الدكتور الوليد مادبو الذي اجتمع مع يوسف عزت مستشار قائد ميليشيا الدعم السريع في مدينة المنامة قبل حوالي ثلاثة أسابيع من الآن، لإقناعه بمساندة الدعم السريع إعلامياً والمشاركة مع الفاضل مادبو وكيل الناظر في تنفيذ الاستنفار، وتمت الموافقة نظير مبالغ مالية ضخمة، ظهر أثرها على الفور بتحول كبير في موقف الوليد مادبو الذي نشِط إعلامياً بتفعيل صفحاته في وسائل التواصل الاجتماعي وتدوين عدة تغريدات ومقالات أعلن فيها دعمه الصريح لمتمردي الدعم السريع مجاهراً بعداوته وكراهيته لدولة الجلابة و1956 داعياً فيها إلى استئصال قبيلة الشايقية على وجه التحديد، ومهدداً ولايتي الشمالية ونهر النيل بغزو جديد عبر قوة مكونة من مائة ألف مقاتل ستتحرك من ليبيا لمهاجمة الشمالية عبر مدينة الدبَّة.
البديل مرتزقة من ليبيا
فشل الصادق مادبو وأعوانه في حشد المقاتلين من ولاية شرق دارفور وبقية بطون قبيلة الرزيقات أثار حنق عبد الرحيم دقلو الذي اتهم وكيل الناظر بنهب أمواله وعدم تنفيذ الاتفاق المبرم معه، وتفيد معلومات استخبارية عالية الدقة أن عبد الرحيم دقلو اتجه إلى ليبيا بغرض حشد مرتزقة منها بالمال، كي يتم إدخالهم إلى السودان وتجميعهم في منطقة الزُرق قبل نقلهم إلى الخرطوم، لكن مساعيه باءت بفشل ذريع.
خروج بسبب الجوع ونقص الذخيرة
شهدت العاصمة الخرطوم خروج أعداد كبيرة من مقاتلي قبيلة الرزيقات باتجاه مناطقهم في ولايات دارفور خلال الأيام الماضية، بعد أن اشتكوا من نقص الطعام وانقطاع الإمدادات المتعلقة بالأسلحة والذخائر، علاوة على ارتفاع عدد القتلى تبعاً لتحول الجيش من الدفاع إلى الهجوم سيما في منطقتي أم درمان القديمة وأم بدة، علاوةً على الخسائر الضخمة التي أوقعتها بهم المُسيرات التي استخدمها الجيش ضد متمردي الدعم السريع مؤخراً، وأشاعت الرعب في صفوفهم وتسببت في خفض روحهم المعنوية، وأفادت المصادر أن المقاتلين أكدوا لقادتهم أنهم لا يستطيعون أن يصوموا شهر رمضان في الخرطوم، وبادرت مجموعات كبيرة منهم بمغادرة العاصمة إلى دارفور فعلياً، وسط توقعات بأن تلحق بهم مجموعات أخرى خلال الأيام المقبلة.
محاولة إماراتية لعقد هدنة في رمضان
تضعضع متمردي الدعم السريع وارتفاع معدلات خسائرهم البشرية والمادية وتراجع الروح المعنوية لمقاتليهم وتقدم الجيش في أم درمان وبعض مناطق ولاية سنار دفعت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى التحرك بكثافة لمحاولة فرض هدنة لوقف إطلاق النار خلال شهر رمضان المعظم، مع توجيه قادة مجموعة (تخلف) لدعم تلك المساعي، وقد ظهر ذلك في تصريح لياسر عرمان الذي دعا إلى إيقاف القتال في الشهر المعظم (باعتباره من الأشهر الحُرم)، الشيء الذي أثار عاصفة من السخرية عليه، سيما وأنه اضطر مع رفيقه خالد عمر يوسف (سلك) إلى انتقاد الجرائم المنكرة التي ترتكبها مليشيات الدعم السريع في حق المدنيين العُزّل بولاية الجزيرة، ويتعرض عرمان وسلك إلى ضغوط عنيفة من ذويهم في ولاية الجزيرة، سيما خالد سلك الذي تعرضت قريته (فداسي) إلى هجوم بربري متوحش من المتمردين، وذكر أحد مواطني قرية فداسي (طلب حجب اسمه) أن المتمردين أعادوهم إلى القرون الوسطى واضطروهم إلى استخدام الدواب في التنقل بعد أن نهبوا ممتلكاتهم وأموالهم وحُلي نسائهم وكل السيارات الموجودة في فداسي، وأن المواطنين يتعرضون إلى القتل والسلب والنهب والإذلال، علاوةً على تفشي حالات الاغتصاب في كل قرى الجزيرة.