أخبارمحلي

لماذا التلجلج والتلعثم يا خالد سلك إزاء جرائم مليشيات الجنجويد؟

محمد جلال أحمد هاشم

جوبا – الأول من أبريل 2024م

في هذا الفيديو يظهر خالد سلك وهو أشبه بالمنكسر، وهو “يبلع ريقو”، متلعثما، متلجلجا، يتكلم عن جرائم مليشيات الجنجويد في الجزيرة (موطن أهله). هذا الفيديو سوف يكون مادة لجملة مقالات قادمة لا شك. إلى ذلك الحين، هذه مجموعة أسئلة عجلى نرجو أن تكون لدى خالد سلك القدرة ثم الشجاعة للإجابة عليها.

                                    ***

أولا، هل ما ارتكبته مليشيات الجنجويد في الجزيرة هي مجرد انتهاكات، أم هي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، مثلها في ذلك كمثل جرائم الجنجويد في دارفور، من حيث استهداف المدنيين في أرواحهم وممتلكاتهم وأعراضهم قتيلا وإبادة؟

ثانيا، هل المدنيون في قرى الجزيرة التي ارتكبت فيهم مليشيات الجنجويد هذه الجرائم المنكرة كانت فيها أي قوات عسكرية من الجيش، أم كانت قرى لمدنيين آمنين يعيشون حياة كل أهل القرى في نجوعنا كمواطنين مدنيين بلا أي صفات عسكرية؟

ثالثا، هل تمكنت مليشيات الجنجويد من الحفاظ على نظامية الدولة order of State مما كان مشهودا به في الجزيرة من حيث اعتيادية توافر النظام المدني prevailing of ordinary civilian conditions مقابل الفوضى وغياب القانون chaos and absence of law، ذلك قبل قدوم هذه المليشيات، أم أن هذه المليشيات قد قضت على كل ذلك وأحلت الفوضى وغياب أي معالم لحكم القانون محل تلك الأوضاع الآمنة؟

رابعا، قبل انسحاب الجيش من مدينة ود مدني، كانت المدينة تتمتع بكل مخايل نظامية الدولة من حيث اعتيادية وجود المؤسسات الحكومية من وزارات وخدمة مدنية وقضائية وشرطة وجيش … إلخ، بجانب وجود المؤسسات الاقتصادية من بنوك وأسواق ومواصلات، ثم المؤسسات الاجتماعية من أحياء وسكان، وجيرة وعشرة، ثم أندية اجتماعية … إلخ (وهذا هو عين ما دفع بالهاربين من جحيم مليشيات الجنجويد في الخرطوم إلى الالتجاء إلى مدينة ود مدني)، فهل حافظت مليشيات الجنجويد على هذه الأوضاع التي تعكس نظامية الدولة عندما استلمت المدينة بلا قتال إثر انسحاب الجيش منها، أم أنها أحالت الأوضاع إلى فوضى لا رقيب فيها ولا حسيب (هذا دون ذكر أي شيء بالاسم من مجمل ما ارتكبته من جرائم)؟

خامسا، هل ترى أن هناك أي اختلاف فيما ارتكبته مليشيات الجنجويد من جرائم في دارفور، من حيث التعدي على المدنيين في أرواحهم وممتلكاتهم وأعراضهم واستهدافهم على أساس العرق والإثنية، عما ارتكبته في مدينة ود مدني (حاضرة الجزيرة) وباقي قراها ونجوعها؟

سادسا، لقد اعترفت في هذا الفيديو بأن مواطني الجزيرة هم مدنيون عزل، غير عسكريين، ويعيشون حياة أهل القرى الوادعة، الآمنة، فهل يمكنك في هذه الحرب تحديدا أن تسمي لنا مدنا أو قرى تعيش كحياة أهل الجزيرة دون أي علاقة مباشرة بالحرب ثم هاجمها الجيش ففعل بأهلها المدنيين العزل ما فعلته مليشيات الجنجويد في قرى الجزيرة وتلك المدن التي أخلاها الجيش ثم دخلتها مليشيات الجنجويد بلا أي مقاومة؟

سابعا، في رأيك، كيف ولم ارتكبت مليشيات الجنجويد هذه الجرائم المنكرة (أنت تسميها “انتهاكات”) بالمواطنين المدنيين العزل في الجنينة وزالنجي ونيالا ومدني … وغيرها (لن أذكر لك الخرطوم) مما سارت بذكره ركبان الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان؟

ثامنا، ألا ترى أنك بمحاولتك أن تساوي بين مليشيات الجنجويد وبين الجيش السوداني من حيث ارتكاب هذه الجرائم النكراء، تارةً بذكرهما مترادفين، وتارةً بتسمية هذه الجرائم بالانتهاكات، بينما هي فعلا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة على أساس العرق والإثنية – عندما تفعل هذا إنما تظهر لضحايا هذه الجرائم كما لو كنت تقف في خندق واحد مع مليشيات الجنجويد؟

تاسعا وأخيرا (لكن ليس آخرا)، لماذا لا يظهر الدكتور عبدالله حمدوك ليخاطب شعبه (بحكم أنه كان رئيسا للوزراء بوصفه ممثلا للشعب ولقوى الثورة، والآن هو رئيس ما يعرف بتقدم التي أنت نفسك عضو فيها) في هذه المحنة، بدلا من مخاطبتك هذه التي لا نعرف بأي صفة تتكلم فيها، حتى لو كان ظهوره عبر مخاطبة بالسوشيال ميديا من مقر إقامته بدولة الإمارات العربية المتحدة التي شهد العالم أنها تقف وراء إمداد مليشيات الجنجويد بالسلاح والعتاد والمال، ما يعني أن السلاح الذي ارتكبت بها مليشيات الجنجويد جرائمها المنكرة هذي في الخرطوم ودارفور والجزيرة هي في الواقع أسلحة مملوكة ثم ممنوحة من الإمارات؟

                                      ***

وبعد، يا صديقي، هذه أسئلة قصدنا منها استكناه حقيقة موقفك أنت وموقف قحت/تقدم مما ترتكبه مليشيات الجنجويد من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي. فهل سنظفر منك بالإجابات؟

كسرة: كيف لنا أن نعرف أن هذا هو أنت بلحمك وشحمك وبصوتك؟ إذ ربما كان هذا خالد سلك الآخر المصنوع ربما بالذكاء الاصطناعي؟ لا تنسى أننا في أول أبريل! وعليه، هل هذا أنت فعلا، أم أنت كذبة أبريل؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى