فيما أرى.. عادل الباز يكتب: إلى الشهداء والتعساء والعملاء
فيما أرى
عادل الباز
بمناسبة العيد
إلى الشهداء.. والتعساء.. والعملاء.!!
1
إلى الشهداء، لقد صعدت أرواحكم الطاهرة إلى بارئها في معركة الكرامة وأنتم أحياء وليسوا بموتى…
الله هو من قال ولست أنا
“وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا
بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ”
وحالهم
“فَرِحِينَ بِمَا أتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ”
وليس فرحين فقط بل
“يَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ”
والاتنين
أَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (170)
والاتنين
يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ
ثم الوعد الأكيد
“وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ”
لابد أنكم وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً… وفرحتم بما آتاكم الله.. زفّتكم الملائكة إلى جنة عرضها السماوات والأرض إلى أعلى عليين، وهناك دلفتم إلى حيث أصحاب اليمين الذين هم في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة وفرش مرفوعة فوجدتم “وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ (8) لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ (9) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (10) لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً (11) فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ (12) فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ (13) وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ (14) وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ (15) وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ”.
ووجدتم
أنهاراً من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهاراً من خمر لذة للشاربين وأنهاراً من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم “يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون.”
يا لكم من محظوظين، تم اختياركم بعناية لتسافروا إلى حيث تستمتعون بجنة تلك أوصافها، وأكثر مايعجبني أنه لا يموت فيها الإنسان ولا يشقى. يعتقد أوباش الجنجويد الذين رمت بهم الصحارى جنة المأوى أنهم قتلوكم وهم لم يفعلوا أكثر من أنهم جهزوا لكم انتقالاً سريعاً إلى ديار أخرى لا عين رأت مثلها ولا خطرت على قلب بشر. مبرووك عليكم العيد هناك يجدكم ضاحكين ومستشبرين بإخوانكم الذين سيلحقون بكم… وقتها ستسمعون منهم تفاصيل الأخبار التي تتابعونها الآن على الهواء مباشرة من الغرفة العلوية. سلام عليكم في الخالدين.
إلى التعساء..
مهما فعلتم، ومهما قتلتم من رجال ونساء وأطفال.. مهما ارتكبتم من مجازر ، فلن يزيد ذلك الشعب إلا إصراراً على حربكم حتى تضعوا السلاح عن يد وأنتم صاغرون. عام كامل فعلتم فيه كل شيء، قتلتم، نهبتم، اغتصبتم، لم تتركوا جريمة لم ترتكبوها ولا فعلاً منكراً لم تقترفوه..فماذا حصدتم حتى الآن؟ أصابتكم اللعنة الإلهية فكتب عليكم ربكم دمار ما كنتم فيه من عز.. لقد جاء بكم سبحانه من تيه الصحارى إلى جنة أرض النيلين، وأمدكم بأموال وبنين وذهب منهوب غير محسوب، ثم يسر لكم سلطة رفع بها مقامكم الوضيع فعثتم في الأرض فساداً، عوضاً عن أن تكونوا من الشاكرين.. وليس ذلك فحسب، بل تآمرتم على الدولة التي أحسنت إليكم ووهبتكم مالها وسلاحها وذهبها، وأتمنتكم على شعبها فخنتوها وانقلبتم عليها في ليلة الغدر تلك، ولكن الله لم ينصر كيدكم، فدحر انقلابكم لأنه سبحانه لا يهدي كيد الخائنين، بعده لم تتوقفوا وتقروا بفشلكم فحولتموها لحرب ضد الشعب، تقتلونه وتنهبونه وتغتصبون نسائه وتحتلون دياره… وحين هب الشعب ضدكم لم تتوقفوا أيضاً… فزعتم إلى المرتزقة من دول الجوار تستدعونهم لخوض معركتكم فجئتم بالآلاف إلى المحرقة فلم يغنوا عنكم شيئاً ولن يفعلوا!! عام كامل ماذا حصدتم.. إليكم ما حصدتم؟
1/ تحولتم إلى مجرمي حرب ومتهمين بالإبادة الجماعية.
2/كشف العالم كله طبيعتكم الهمجية والدموية فنبذكم، لم يعد هناك من البشر من يجهل مدى إجرامكم. كل الصحافة العالمية، كل الدول وحتى الأمم المتحدة ومنظماتها ومنظمات حقوق الإنسان دمغتكم الإدانات المتكررة.
3/ضاعت عليكم السلطة التي اعتليتموها في غفلة من الزمن وأصبحتم مطاردين تتقهقرون إلى الخلف وستعودون إلى مجاهيل الصحارى بلا شك، هذا إن عدتم!.
4/ دمرتم مملكتكم المالية التي شيدتموها من سرقة أموال الشعب.
5/ حظيتم بكراهية غير مسبوقة من قبل الشعب السوداني، فأنكركم جملة واحدة، لم يعد مستعداً أن تعودوا إليه بأي شكل، ولا حتى أن تسكنوا إلى جواره لأنكم خنتم حتى نساء جيرانكم.. لم يعد تربطه بكم صلة واتضح أنه لا يعرفكم أصلاً.
6/ بدأت محاضنكم القبلية كلها تتنكر لكم وتتبرأ من إجرامكم، لقد ألصقتم بسمعتها كل ما يشين، فصبت عليكم لعناتها ولم يعد أحد يفزع معكم سوى المرتزقة. تعالى صوت الهالك علي يعقوب يطلب فزع أهله البني هلبة فلم يأته الفزع وهلك على يد أشاوس المشتركة.
هذه هي صورتكم التعيسة بعد عام من حربكم المشئومة… في مرآة الشعب.. وكلما تطاولت الحرب كلما زادت صورتكم قبحاً وإجراماً.. فانظروا ماذا أنتم فاعلون… خسئتم.!!
إلى العملاء..
منذ أن رأيتكم تصطفون وقوفاً تسلمون بأيدٍ مرتجفة ومتسخة على الجنجويدي المجرم الأول… ومنذ أن شاهدتكم تصفقون له…. قنعت من خيراً فيكم…وأصابتني غمة… إذ كيف لرجال يطمعون لقيادة البلد أن يصفقوا لقاتل إخوانهم ومغتصب أخواتهم وأمهاتهم… إذن ما الكرامة وما الرجولة ما السياسة، إذا فقدت رجولتك وحصافتك السياسية فستكون قد حفرت قبرك كإنسان وكقائد وحتى كسياسي وأصحبت مجرد إبليس ملعون.
أنا في غاية الدهشة من إطلالتكم المتكررة والسمجة في القنوات الفضائية تتحدثون عن الحرب والعملية السياسية وتتبعون خطوات كل شياطين الإنس والجن والغربان (من الغرب) لأجل أن يحملونكم على ظهور دباباتهم وتاتشراتهم إلى سدة السلطة وهيهات، تتحدثون عن عملية سياسية لكم وحدكم أو من ترضون عنهم.. حاجة مدهشة.. لو أنكم استطعتم فقط أن تدخلوا أرض السودان بسلام آمنين تكونوا قد أنجزتم، ناهيك عن أن تتربعوا على سدة الحكم سمبلا.!!بالمناسبة أنا لا أدعو لقمعكم ولا عزلكم أو سجنكم أو حتى مطاردتكم… وأدعو الجميع لترك الأمر للشعب وحده وهو كفيل بمكافأتهم بما يستحقون.
ترى بعد عام من لبسكم كدمول الجنجويد ماذا حصدتهم.
1/ حرب خاسرة فقدتهم فيها أولاً ما كان لديكم من نفوذ وجماهير.
2/ أصبحتم أنتم والجنجويد في أعين الشعب سواء.. وكيف لا.. يداً بيد في الإطاري .. يداً بيد في اتفاقية أديس أبابا، يداً بيد في التبرير لجرائمهم والدفاع عنهم.. كتفاً بكتف في مؤتمركم الأخير بأديس.
3/ تحولتم في نظر الشعب إلى مجرد عملاء تلعقون أحذية الإمارات وتخضعون لسلاح ابتزاز الجنجويد ورهائن عند المنظمات التي تدفع مؤتمراتكم وإقاماتكم وترحالكم.
4/ تشردتم في أصقاع الأرض بسبب الجنجويد ونُهبت بيوتكم واغتصب نساءكم ولا يزال بعضكم أمثال الباقر العفيف وبكري الجاك والجنجويدية زينب المهدي وبت الأستاذ التي جاءت هذه الأيام لعالم السياسة بالرسالة الثالثة، أسماء محمود محمد طه… وزوجها.. لا زوجها – النور حمد – الذي أظلم فجاءة – يستحق مقالاً منفصلاً… غلبني وضعه وسط الجماعة لأنني لا زالت اقول له (يا أستاذ.). هذه الجوقة بتعبير أمجد فريد، بعد كل ما جرى ما زالت تدافع عن الجنجويد حتى بعد ود النورة، ترى ماذا يمكن أن يفعل الجنجويد أكثر حتى تكفروا بهم.؟!. الآن أنتم عند الشعب أسوأ من الجنجويد، فالذي يرقص على إيقاع أم قرون وأمه تغتصب أمام عينيه مثل الجوقة أعلاه ورشا عوض وأسماء وزينب، لهو أشد وضاعة من الجنجويد أنفسهم.. هذا في نظر الشعب.
إذن هذه هي صورتكم في مرآة الشعب الذي سيترككم ويؤخركم ليوم تشخص فيه أبصاركم فيرجع إليكم البصر كرتين.. وينقلب خاسئاً وهو حسير “لَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ”.
######
كوتيشن 1
يعتقد أوباش الجنجويد الذين رمت بهم الصحارى جنة المأوى أنهم قتلوكم وهم لم يفعلوا أكثر من أنهم جهزوا لكم انتقلغا سريعاً إلى ديار أخرى لا عين رأت مثلها ولا خطرت على قلب بشر. مبرووك عليكم العيد هناك يجدكم ضاحكين ومستشبرين بإخوانكم الذين سيلحقون بكم.
######
كوتيشن 2
منذ أن رأيتكم تصطفون وقوفاً تسلمون بأيدٍ مرتجفة ومتسخة على الجنجويدي المجرم الأول… ومنذ أن شاهدتكم تصفقون له… قنعت من خيراً فيكم… واصابتنى غمة… إذ كيف لرجال يطمعون لقيادة البلد أن يصفقوا لقاتل إخوانهم ومغتصب أخواتهم وأمهاتهم
#########
كوتيشن 3
تآمرتم على الدولة التي أحسنت إليكم ووهبتكم مالها وسلاحها وذهبها وائتمنتكم على شعبها فخنتوها وانقلبتم عليها في ليلة الغدر تلك، ولكن الله لم ينصر كيدكم فدحر انقلابكم لأنه سبحانه لا يهدي كيد الخائنين، بعده لم تتوقفوا وتقروا بفشلكم فحولتموها لحرب ضد الشعب، تقتلونه وتنهبونه وتغتصبون نساءه وتحتلون دياره