صباح محمد الحسن تكتب الديسمبريون!!
طيف أول :
وحدها من أسمعتهم صوتها عندما جاءت ملء فمها شمساً
تشجب كل خطأ وخطيئة تهزم الباطل والظلام حينما قررت أن تكون ربيعا لاينتهي
أرهقت سجانها وأعيت أصابع ظلت تضغط على الزناد
فمابين الطلقة الأخيرة لقتلها والطلقة الأولى لقتلهم
أكدت أن وحدها التي تمنح هذا الوطن معراجه
لا شيء يشبهها
سوى القصائد الثائرة
التي كانت تتغزل فيها !!
ويقيني أن الثورة مازالت حية متقدة متوهجة قد لاتراها عيونهم ( أن أين هي الآن)!!
هي في قلوبهم المليئة بالرعب منها حتى الآن!!.
وفي مناسبة جمعت بعض قيادات المخلوع بنهر النيل قبل أيام سأل شباب واحد من الحضور ( حاتوقفوا الحرب دي متين) فرد قائلا ( نوقفها عشان ترجعوا تاني تملوا الشوارع كواريك )
بهذه الإجابة البسيطة التي بدت عفوية للحضور وضحك بعضهم كمجاملة عادية تعقب حديث كل مسئول
ترجم القيادي الإسلامي كل مشاعر الكُره والخبث والغُبن في قلوبهم، وأكد أنهم هُزِموا في منازلتها وأنه وبعد كل هذه الحرب والدمار مازالت تخيفهم وترعبهم فكرة الثورة ورؤية موكب في الشارع
ولايهمهم أن يموت الشعب كله، المهم أن لايرى القيادي الإسلامي المغرور مشهدا للثوار في الشارع العام ،
ولهذا فقط تبقى الثورة حية لطالما انها مازالت تعشعش في قلوبهم رهبة وخوفا و لاتموت بينما تموت ضمائرهم وقلوبهم
والثورة حية بدليل أنهم مازالوا يشهرون سلاحهم في وجهها ولوماتت لتوقفوا ولكنهم يعلمون إن سكتت الطلقات ستصرخ الكلمات والهتافات وسيجدوا أن جهودهم المبذولة لدمار الوطن ضاعت مع دخان حرائقهم
جنرالان وقعا اسوأ الأحرف على صفحات التاريخ جرما وبشاعة فشهدت شراكتهما كل مراحل التعدي على الثورة منذ فض الإعتصام، وتوجا حماقهتما بالإنقلاب واتفقا على قتل الشباب الذين خرجوا لرفضه وبلغت الشراكة اقصى درجات الطمع لأجل السلطة والبقاء فاشعلا الحرب وتعاركا حتى سحقا حلمهما!!
أخذتهما الشراكة الغبية الي الهاوية فتقلص الطموح حتى وصل حد الضمور والإلتصاق بالقاع
عندما تدهورت شراكة اللصوص، من سرقة ( كرسي السلطة) من الحكومة المدنية الي أن وصلت سرقة كرسي من بيت المواطن، اقصى درجات الذل والهوان
وهذا مايعني أن الحلم لم يتبق منه إلا نبضة بالظُفر حيث التفت الساق بالساق!!
و الثورة بعافيتها وصحتها الجيدة في قلوب الذين مازالوا يؤمنون بها وبسلميتها، المتشبثون بالمبدأ والقابضون على جمر القضية
حيةُ لطالما أن شعاراتها ترجمتها المنابر الدولية وحولتها الي نصوص فشعار حرية سلام وعدالة صاغه إتفاق جدة ( لابد من حكم مدني) إتفقت على تنفيذه ودعمه ومساندته اكثر من 25 دولة بالعالم ، و(العسكر للثكنات) البند الذي تضمنه الإتفاق ( لابد من جيش مهني موحد لاعلاقة له بالسياسة) و الجنجويد ينحل ( دمج الدعم السريع في الجيش ومنعه من ممارسة السياسة) و الاحزاب
للإنتخابات ( الحكم للكفاءات ولاوجود للاحزاب) في مرحلة مابعد الحرب
حتى أن الثورة عندما نادت بضرورة دولة المؤسسات الإتفاق قال سمعا وطاعا ونص على ( دولة يحكمها الدستور الإنتقالي) وعندما هتفت ( أي كوز ندوسو دوس) جاء في النص ( ضرورة إبعاد الإسلاميين من الحكم مستقبلا)
وبهذا تحاصرهم الثورة سياسيا وسلميا بمطالبها بلا مواكب وبلا هتاف
والثورة حية لخوفهم من الذهاب الي التفاوض الذي سيترجم شعاراتها على أرض الواقع لذلك يصرون على الإستمرار في حربهم حتى لاتتفاجأ الفلول بطائر الفينيق الذي سينتفض يوما من تحت الركام و الرماد ليصدح من جديد في أفق لاتغطيه سحب البارود وفي منطقة عدم لاوجود لهم فيها!!
اتركوا الوطن سالما فعلى كل حال ستظل ثورته باقية سالمة سلمية حية شامخة باذخة
عاشت ديسمبر وعاش الديسمبريون الأحرار وظل الوطن آمنا ومطمئنا ولابد من معانقة الشوارع التي لوثوها بالدماء لابد من ثوب أبيض وعلم أبيض وطريق أخضر
و لابد… لابد من زوالكم !!
طيف أخير :
#لا_للحرب
مايفوتك الموكب
الواحدة بتوقيت الثورة
الجريدة