خالدة عبد السلام تكتب: عفوا بروف غندور
ما أنّ نبأ إلى علمي أنّ هناك لقاء مرتقبا مع بروف غندور ، إلا و تهللت أساريري فرحا ، فاخترت مكانا قصيا و ركنا هادئا من منزلنا مع كباية كبيرة من مشروب ( الحلو مر ) الذي أعشق ..
تسبقني أشواقي إلى محرك البحث لأبحث عن صفحة الأستاذ ( سعد الكابلي ) و الذي لا أتابعه كثيرا ، فأخذ الأمر مني زمنا ليس بالقليل ، بدأ اللقاء بمقدمة معبرة من أغنية الراحل المقيم الأستاذ الكابلي و التي تدعو إلى السلام و المحبة و الإلفة ، سرحت مع تلك المفردات برهة ، لكم تمنيت أن يكون حاضرا بيننا اليوم ، فما كان عساه سيغني و ما كان عساه سيردد .. أخذتني هذه الخاطرة قليلا و سرعان ما أتاني الرد بكل ثقة و يقين ، بأنه كان سيسابق الجميع في ترديد أغنية ( تاح تاح تاح ، تحسم بالسلاح ما في مفاوضات و دا الكلام الصاح ) ..
دارت عيني لأتابع عدد الحاضرين ، و لم انبهر بكل هذا العدد الكبير ، كيف لا و اللقاء مع أحد أبناء الحركة الإسلامية و رمز من رموز حزبها ( حزب المؤتمر الوطني) و الذي أنشئ وفق دستورها ، ممثلا لرؤيتها السياسية أثناء فترة حكم ( حكومة الإنقاذ الوطني ) و مازال بتلك الصفة ..
كنت أشعر بالزهو من تلك السيرة الطيبة و العطرة و التاريخ المشرف لبروف غندور و هو يحكي عن كل المناصب العلمية و التنفيذية و السياسية و النقابية التي تقلدها ، و أبرزت محطاته ( وزارة الخارجية ) و التي أكمل فيها رؤى ما سبقه عليها من وزراء داخلية و الذين بذلوا جهدا كبيرا خاصة في جانب تحسين العلاقات الخارجية فجاء هو ليكمل ..
تابعته بحرص شديد إلى أن وصل في سرده إلى ما بعد أبريل ٢٠١٩ و تقلده رئيسا مكلفا لحزب المؤتمر الوطني ، و أبهرني بافصاحه عن أنه تعمد ان يدلي بتصريحه المشهور ( عن المعارضة المساندة ) في يوم اختيار حكومة حمدوك ، ليعبر عن سياسة الحركة الإسلامية متمثلة في موقف حزبها المعلن بتقديم المصلحة العامة و محاولة دعم الفترة الانتقالية للمضي قدما ، و لسان حالي يقول ما أروع تلك المواقف و المبادئ و القيم و الدروس التي تتبناها دوما هذه الحركة الإسلامية و التي تدعو بالفخر و الاعتزاز ..
فجأة استوقفتني عبارات ظلت تردد خلال اللقاء كثيرا و هي ( دعنا نقلب الصفحة ، الحرب لابد ان تتوقف ) ، و هنا استشط غضبي دون ان اشعر جاهرة بصوتي ، كيف تقلب صفحة مع حمدوك و شلته و كيف توقف حربا مع حميدتي و مرتزقته..
عفوا بروف غندور كيف لنا قلب تلك الصفحة المثقلة بإقصائهم و تعديهم و فجورهم في العداء ضدنا ، كيف نستطيع قلب تلك الصفحة و نسيان ما نالكم انت وإخوتك و جل منتسبي الحركة الإسلامية و المؤتمر الوطني قيادة و عضوية و ما تجرعنا فيها من ظلما و ملاحقة و تدليسا للعدالة ، فانا لم تفارقني تلكم الملامح الحزينة و القلوب المكلومة و النظرات المرتقبة في عيون أسركم عند كل محكمة جائرة ، لم تفارقني مشاعر الحزن في أبنائكم و هم يدفعون الثمن مرتين ، سابقا بالانشغال عنهم ببناء الدولة و إقامتها و حاضرا بسبب هذا الظلم المتعمد الواقع عليكم ،
عفوا بروف غندور ، فلا أهلا بهم و لا سهلا ، و تبا لحمدوك و رهطه و معاونيه و كل من وثق فيه ، و قدمه ، لا مرحبا بهذا الخائن العميل و لن نمد لهم يدا ، يدا تزينت كفوفها بالدفاع عن الوطن و دفع السوء عنه لن تمد لهم أبدا ..
عفوا بروف غندور ، كيف لنا ان نسامح من اعتاد ظلمنا ، فبدأ الظلم بنا و انتهى بجل الشعب السوداني ، لم يسلم فردا من جراء خيانتهم و عمالتهم ، لن يسامحهم التاريخ أبدا ، و لن يسامحهم هذا الشعب الأبيّ ، و لا فرق عندنا بين حمدوك و شلة تقزمه و بين الهالك المتمرد حميدتي و لن نتقاضى الطرف عن كل ما اقترفته أيديهم من خراب و دمار و تقتيل و اغتصاب و تهجير ، تحدونا تضحيات شهداءنا الكرام ..
الحمد لله ان توحدت كلمتنا قيادة و شعبا على سحقهم ، فخورين بموقف قيادتنا في الحركة الإسلامية و حزب المؤتمر الوطني بمساندة قيادة القوات المسلحة في حربها ضد التمرد ، فالسلام له شروطه لمن يريد ان يرتقي سلمه و هو مالم تستطيع نواياهم اليه سبيلا ، لذلك سنمضي في طريقنا لسحق التمرد ، و دحره بلا رجعة قولا واحدا ..
فعفوا و معذرة بروف غندور فنحن لن نقلب لهم صفحة ، و لن نوقف معهم حربا ابتدروها ، فاما النصر عليهم او الموت دونه ، ثابتين على عهدنا الباقي عهدنا مع الشهداء ..