توغل جديد للدعم في النيل الأزرق والجيش يستعيد بلدة في سنار وتجدد مواجهات الفاشر
دخلت «قوات الدعم السريع» بشكل غير متوقع إلى ولاية النيل الأزرق، جنوب شرق السودان، واحتلت بلدتي (جريوة ورورو) في محلية التضامن، بينما استعاد الجيش بلدة اللنكدي في ولاية سنار المجاورة. قامت عناصر من “قوات الدعم” بنشر مقاطع فيديو على منصة “إكس”، يؤكدون من خلالها تواجدهم في المناطق الواقعة على بعد حوالي 70 كيلومتراً من مدينة الدمازين، عاصمة الولاية التي تحتوي على مقر الفرقة الرابعة للجيش السوداني.
تقدمت “قوات الدعم السريع” في سبتمبر الماضي وسيطرت على بلدة رورو، لكنها انسحبت وعادت إلى موقعها للانضمام إلى قواتها الأساسية المتواجدة في الدالي والمزوم داخل ولاية سنار.
من ناحية أخرى، أفادت وسائل الإعلام باستعادة الجيش لبلدة اللكندي، التي تبعد حوالي 60 كيلومتراً عن عاصمة ولاية سنار، سنجة. استعادت قوات الجيش، في أكتوبر (تشرين الأول) المنصرم، مدينتي الدندر والسوكي في ولاية سنار، إلى جانب العديد من البلدات الصغيرة المجاورة لهما.
تشير الأنباء المتداولة إلى أن الجيش حقق تقدماً ملحوظاً تجاه مدينة سنجة التي استولت عليها “قوات الدعم السريع” في يونيو الماضي. في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب البلاد)، انتُهِك الهدوء بسبب تجدد الاشتباكات بين الجيش والقوات المشتركة للفصائل المسلحة المتحالفة معه من جهة، و”قوات الدعم السريع” من جهة أخرى.
وقد ذكرت مصادر محلية لصحيفة “الشرق الأوسط” أن “قوات الدعم السريع” قامت بقصف عدد من الأحياء السكنية بالمدفعية الثقيلة باتجاه قيادة الفرقة السادسة العسكرية.
وأضافت: “وقع القصف بعد أيام من الهدوء الذي ساد المدينة، وتراجع الاشتباكات الأرضية التي كانت تدور بين الأطراف المتنازعة.” أفادت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش في الفاشر أن المدينة تعيش حالة من الهدوء تصل نسبته إلى 80% مقارنة بالأيام السابقة. وفقاً لوكالة الأنباء السودانية الرسمية، فإن “ميليشيات (الدعم السريع) قامت بقصف عدد من الأحياء بشكل عشوائي”، دون أن تسجل أي أضرار في المدينة.
أفادت الفرقة بأن الطائرات الحربية نفذت ثلاث غارات جوية “استهدفت مواقع العدو، وحققت نتائج كبيرة، مما أدى إلى تراجع الميليشيات إلى شرق المدينة”. أكد الجيش أن “الأمور مسيطر عليها، وأن قواته تحقق تقدمًا في جميع الاتجاهات القتالية”.
بدورها، أفادت القوة المشتركة للفصائل المسلحة بأنها “نجحت في إحباط هجمات عنيفة نفذتها (قوات الدعم السريع) من عدة محاور على مدينة الفاشر” بينما تشير مصادر محلية إلى أن “(قوات الدعم السريع) قد توغلت وأحكمت السيطرة على المستشفى الرئيسي في المدينة. كما أنها تسعى للتقدم داخل الفاشر، بعد أن تمكنت خلال المعارك السابقة من التوغل إلى الأحياء الطرفية، حيث قامت بإنشاء خنادق دفاعية بالقرب من قيادة الفرقة، لكنها تواجه مقاومة قوية من الجيش وقوات الفصائل المسلحة”.
قال سكان في الفاشر إن آلاف الأسر لا تزال تغادر المدينة نتيجة القصف المدفعي والصاروخي العشوائي الذي يستهدف المناطق السكنية. تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن القتال المستمر في المدينة منذ العام الماضي أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 1000 مدني على الأقل. ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة والشركاء في العمل الإنساني في السودان، فقد توفي أكثر من 188 ألف شخص، وأُصيب أكثر من 33 ألف آخرين منذ بداية النزاع في أبريل 2023.