تفاقم معاناة آلاف مرضى السرطان بالسودان
ضاعفت الحرب معاناة مرضى السرطان في السودان بسبب صعوبة حصول الكثيرين منهم على العلاج اللازم بعد تقلص عدد مراكز الاستشفاء إلى اثنين فقط أحدهما لا يتوفر فيه العلاج بالأشعة.
ويضطر المرضى الذين يتعالجون بالإشعاع إلى الانتظار طويلاً قبل تلقي الرعاية المطلوبة في مستشفى مروي للأورام- شمال السودان وهو الوحيد بالبلاد الذي يقدم العلاج الإشعاعي.
وبعد خروج عدد من المراكز العلاجية الرئيسية مثل مركزي الأورام في مدينتي الخرطوم ومدني اضطر المرضى إلى البحث عن مراكز أخرى مثل مركز الشرق في مدينة القضارف شرقي السودان الذي أصبح يستقبل فوق طاقته الاستيعابية بالرغم من عدم توفيره العلاج بالأشعة الضروري لبعض الحالات.
واضطر بعض المرضى إلى اللجوء لمستشفى مروي شمال السودان الذي يبعد حوالي 1000 كيلو متر عن مدينة القضارف.
وبسبب طول الرحلة بين القضارف ونهر النيل وكثرة الارتكازات الأمنية في الطريق يطالب سائقو سيارات الإسعاف بمبالغ ضخمة مقابل نقل المرضى تصل في بعض الأحيان إلى 4000 دولار وهو ما لا يتوفر لدى الكثير من أهالي المرضى بسبب انعدام مصادر الدخل وتوقف المرتبات للموظفين.
وأصبح أكثر من 40.000 من المرضى بالسرطان في السودان مهددين بالخطر ويواجهون الموت إذا لم يحصلوا على الرعاية- بحسب منظمة ايكانسر البريطانية.
ونشرت منظمة الصحة العالمية، في مايو من العام المنصرم، تقريراً نبهت فيه إلى انهيار نظام الرعاية الصحية في السودان خاصة في المناطق التي يصعب الوصول إليها والتي تعاني نقصاً كبيراً في الموظفين والأدوية والمعدات.
وبحسب المنظمة العالمية فإن 70% من المستشفيات في السودان خرجت عن الخدمة كلياً أو جزئياً.
بعض المرضى الذين تعافوا حدثت لهم انتكاسات وعاد إليهم المرض بسبب قلة أو انعدام المتابعة الطبية أو ارتفاع أسعار الأدوية والجلسات. كما أن انقطاع المرتبات قطع العلاج للكثيرين ليضطروا إلى إعادة الجرعات من جديد وهو ما يكلف مبالغ طائلة.
واستقبل مركز القضارف العام الفائت فقط 900 مريضاً بالسرطان مقارنة بـ300 أو 400 في الأعوام التي سبقت كما أن الإمدادات الطبية لا تلبي سوى 25% من الاحتياجات.
وبعد اندلاع الحرب في الخرطوم نزح عدد كبير من المرضى تجاه المعهد القومي للسرطان في ولاية الجزيرة بمدينة ود مدني ليسجل المعهد 1723 حالة جديدة في مايو 2023 قبل أن يتوقف مشفى مدني نفسه في ديسمبر من ذات العام.
ويتم توفير الاستراحات للمرضى الذين لا يملكون المأوى والغذاء بمجهودات شعبية من المنظمات والجمعيات المدنية، وكانت مبادرة (جوانا أمل) أعلنت في وقت سابق وجود وفيات وسط أطفال مرضى السرطان وحذرت من تفاقم الأزمة.
ومؤخرا قللت وزارة الصحة السودانية، من الحديث المتداول عن نفاد جرعات العلاج الكيماوي للأطفال وتوقفه.
وذكرت الوزارة في بيان صحفي، أنه تم استلام أدوية علاج مرض السرطان من الهلال الأحمر الكويتي بالتعاون مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والتي تكفى لأكثر من شهرين والخاصة بعلاج الأطفال.